اليوم، في عصر الثورة المعلوماتية، لا يُمكن للإنسان وللمؤسّسات أن تفصل حياتها عن وسائل الإعلام؛ ففي أحيانٍ كثيرة تضطرّ الشركات والمنظّمات لاستقبال وسائل الإعلام لمُختلف الأسباب، مثل استيضاح أمرٍ مُعيّن، أو تغطية حدث خاص، أو الحصول على آراء أو معلومات، أو حتى التقصّي عن أخبار أو إشاعات وفضائح مُرتبطة بشركات أو مُنظمات مُعيّنة. إنّ الشركات والمؤسسات والمُنّظمات أيضاً تتواصل مع وسائل الإعلام لأسبابٍ تُهمّها هي الأخرى، مثل محاولة التأثير على الرأي العام، أو الحصول على الدعم، أو جمع الأموال، أو لفت النظر لموضوعٍ مُعيّن، أو لتعزيز صورتها لدى الجمهور. يجدرُ بالإنسان أن يكون مُستعدًا للتعاطي مع وسائل الإعلام على صعيدٍ فرديّ أو على صعيد المُنظمات؛ إذ يجب أن يُفكّر ويعتمد السياسة التي سيتعامل مع وسائل الإعلام من خلالها، وعليه أن يُدرك طبيعة عملها وهيكليتها، وأن يكون أكثر استعدادًا لإجراء المقابلات مع وسائل الإعلام المُختلفة، والتعامُل معها بثقةٍ أكبر. أصبح الإعلام اليوم من أهم الوسائل المستخدمة للتخاطب مع الأفراد والحكومات، وطبقات المجتمع كافة على حد سواء، والذي يسهم في إيصال القضايا المختلفة في المجتمع وفي المجالات كافة، وهو يُعبّر عن ضعف الأمة أو قوّتها، وله تأثير كبير في أفراد الأمة وحياتهم. يلعب الإعلام في المجتمع دوراً مهماً داخل كل مجتمع، حيث تعدّ وسائل الإعلام مصدراً مهمّاً من مصادر التوعية وبناء الفكر المجتمعي، وهي ذات تأثير كبير في عمليّة تكوين الرأي الجماهيري، إلى جانب التأثير في تكوين اهتماماتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، وتطوير مستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية، ولا بد من التنويه إلى أنّه في الآونة الأخيرة أصبح لوسائل الإعلام سلبيات ومخاطر جمّة تُغطي أحياناً على إيجابياتها المهمّة في الأصعدة كافة. كما أنها تؤدي دوراً مهماً في تنمية وعي الشعوب وتحفيز الشّباب على تنمية المجتمع والتّعاون لأجل نهضة البلاد ومواجهة كل العوائق. إن وسائل الإعلام يمكن أن تكون وسيلة لتعلم أشياء جديدة، مثل بناء انسجام بين الثقافات المختلفة، وتعليم أسس التعاون، ويمكن أن يستفيد الأطفال على وجه الخصوص منها لتحسين لغتهم ومعرفة أساسيات العلوم، ولكن من الجدير بالذكر أنه يجب مشاهدة وسائل الإعلام باعتدال حتى لا تؤثر على العملية التعليمية بشكل سلبي. وسائل الإعلام في العصر الحديث من أكثر القطاعات التي تلعب دوراً مهماً في المجتمعات وتوجيهها؛ حيثُ إنها تستطيع الوصول للنّاس بمختلف اهتماماتهم وخلفياتهم، لتؤثر فيهم بكثيرٍ من الأساليب أكثر من أي قطاعٍ آخر، وهذا ما يُميّزها عن غيرها من خلال ما تثيره من قضايا اقتصادية واجتماعية وتواصلية مع مختلف المؤسسات والمواطنين؛ وبالتالي تعتبر وسائل الإعلام وسيلة لرفع أصوات من لا صوت لهم.