يستعدّ العام 2018، مع انقضاء الشهر الجاري، لطيّ صفحة حافلة بالأحداث المتعلقة بعالم التهديدات الرقمية التي تواجهها المؤسسات المالية؛ فقد استخدمت جماعات الجريمة الإلكترونية تقنيات تسلل واختراق جديدة، واتسعت جغرافية الهجمات أكثر، فيما شهدت منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا زيادة بنسبة 17 % في الهجمات التي شُنّت باستخدام برمجيات مصرفية خبيثة لتصل إلى نصف مليون هجمة في العام 2018، وفقاً لإحصائيات شبكة KSN التابعة لمختبر كاسبرسكي المتخصص في أمن المعلومات. وعلى العكس من ذلك، سجلت المملكة العربية السعودية انخفاضاً هائلاً في الهجمات المصرفية بلغ نحو -56 % في 2018، وهو تراجع ضخم إذا ما قورن بالارتفاع الكبير في هجمات طلب الفدية التي ارتفعت بنسبة مخيفة وصلت إلى +378 % في العام نفسه. ويرجع الخبير فابيو أسوليني أحد كبار الباحثين الأمنيين في حديث ل»الرياض» أسباب ذلك الانخفاض الذي شهدته السعودية في الهجمات المصرفية إلى القوة الأمنية ليس على الشبكات الإلكترونية للمملكة فحسب، وإنما على أرض الواقع بالدرجة الأولى، حيث تحتاج مثل هذه الهجمات إلى وجود هذه العصابات أو ممثل لها على الأرض للقيام بجمع الأموال التي يتم قرصنتها وهو ما يجدون صعوبة كبيرة في تنفيذه مقارنة ببعض الدول المجاورة التي ارتفعت فيها الهجمات البنكية بشكل كبير، لسهول حضور هذه العصابات في المواقع المصرفية وجمع الأموال المستهدفة بالبرمجيات الخبيثة.