لم تخرج إشادة مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بالدعم «الحيوي والشخصي»، الذي قدمه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لجولة المفاوضات بين طرفي النزاع في اليمن، التي أنهت أعمالها في العاصمة السويدية أول من أمس - عن دائرة «كلمة حق يُراد بها حق». إشادة غريفيث بجهود سموه جاءت خلال الإحاطة، التي قدمها إلى جلسة خاصة لمجلس الأمن أمس الجمعة؛ أي بعد يوم واحد من انتهاء أكثر جولات المفاوضات بين طرفي النزاع في اليمن أهمية وأشدها تعقيداً، التي شهدت حديثه بلا تحفظ -على غير عادته- عن نظرته المستقبلية لمسار الأحداث في اليمن، بعد الجولة التي يرغب كل العقلاء في أن تكون نقطة تحول، ليست في مسار الأزمة الحالية، بل في تاريخ اليمن الدولة والإنسان، وذلك بالقدر نفسه الذي تغيرت به نظرة المبعوث الأممي عن أفق نهاية الحرب في اليمن، التي كان يرى أنها أسوأ مما يحدث في سورية وما حدث في العراق وجنوب السودان «وفق تقرير بثه موقع B.B.C العربي بعد يوم واحد من تعيينه مبعوثاً إلى اليمن فبراير الماضي». اتفاق ستوكهولم، الذي وفق قانون الاحتمالات، لا يمكن أن يخرج عن مسارين: أحدهما يتحقق في حال التزام كل الأطراف ببنوده؛ ليكون محطة مفصلية في تاريخ اليمن، في حين يتمثل المسار الآخر في غياب الحكمة مجدداً عن الطرف الحوثي، فيبدأ في وضع العراقيل والتسويف؛ ليعيد اليمن وأزمته إلى المربع الأول، وهذا ما لا يأمله العقلاء ومحبو اليمن. وهؤلاء العقلاء يرون أيضاً أن هذا الاتفاق هو بالفعل بداية النهاية للأزمة اليمنية، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة، راجين أن يكون أيضاً نهاية مشروع الحوثي الطائفي المقيت ومن ورائه مشروعات الهيمنة التي تعشعش في رؤوس النظام الإيراني، وبداية عودة اليمن إلى وضعه الطبيعي كدولة عربية كاملة السيادة، كما عودة البحر الأحمر إلى حاضنته العربية - الأفريقية؛ ليكون دائم الأمن كما عهدناه. فهل ستكون ستوكهولم خطوة واسعة في طريق إنهاء الأزمة وعودة السلام إلى ربوع اليمن، أم ستواصل إيران محاولاتها المستميتة لانتزاع اليمن من الخريطة العربية، وتحويله إلى مجرد صفحات في كتب التاريخ.