حذر إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. فيصل بن جميل غزاوي من أن نمل النعمة والطاعة وقال: إن الملل من نعمة الله آفةٌ عظيمةٌ قد يخسر العبد بسببها ما هو فيه، ويصبح في حال يتمنى لو أن قد رضي بما كان عليه، وإن من الناس من لا يشعر بقدر النعمة التي هو فيها فما أكثر ما يشكو! وما أكثر ما يتضجر! فالواجب علينا أن نحمد الله دائماً على كل حال تحدثاً بنعمة الله، وإظهاراً لشكره قَال رَسول اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلم لرجل: (كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟)، قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ) أي إظهار الحمد والشكر والثناء. وبين فضيلتة في خطبة الجمعة من المسجد الحرام يوم أمس أن واقعنا اليوم يشهد صوراً شتى من إصابة كثير من الناس بالملل والشعور بالضيق والضجر، وهذا ينشأ عن ضعف صلة العبد بربه وطاعته له وإعراضه عن منهجه. وأشار غزاوي إلى أن من وسائل العلاج لدفع آفة الملل وإزالتها من النفس، تقوية الصلة بالله وملازمة العبد دعاء ربه حتى يثبت، ويواصل العمل: فقد كان أكثر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلّم (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وأوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال: (أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) ومنها الصدق مع الله وأخذ الأمور بجد وحزم حتى يسمو المرء عن مستنقع الكسل والملل، ونبه إمام المسجد الحرام على أن الدنيا مزرعة للآخرة وفرصة لكسب الأعمال الصالحة، كما أنه لابد للمرء من دافع قوي ينشطه ويدفعه إلى عبادة ربه، فعند إصابة أحدنا بالملل وهو يداوم على صالح العمل عليه أن يستشعر قيمة ما يقوم به وما له من الأجر عليه.