إِذا مَرَرتَ بِوادٍ «جاشَ» غارِبُهُ فَاِعقِل قُلوصُكَ وَاِنزِل ذاكَ وادينا ياحسين لا»جاز» لك عقل الرجل جز له وره حقيقة شعورك واطلع مراته كنا قد توقفنا في الأسبوع الماضي عند كلمة «جار» والتي كانت على ثلاثة معانٍ بشواهدها واليوم نبدأ بكلمة: «جاز» جاء في لسان العرب جازَ القول: قُبِلَ وإن جاز التَّعبير: إن صحَّ القولُ ولا يَجُوزُ ل اَيَسُوغُ ولاَ يَنْبَغِي وجاز له أن يفعل كذا سمح له يقول أبو العلاء المعري في معنى السماح: يَجوزُ أَن تُطفَأَ الشَمسُ الَّتي وَقَدَت مِن عَهدِ عادٍ وَأَذكى نارَها المَلِكُ وفي العامية الشعبية على نفس هذا المعنى يقول الشاعر شيهان الضيغمي: مايجوز تعذيب المحبين ما «يجوز» القلب ماهو لنزف الاحزان طايق وفي معنى القبول لقول أو فعل يقول الشاعر عبدالرزاق الهذيل: ياحسين لا»جاز» لك عقل الرجل جز له وره حقيقة شعورك واطلع مراته أي من قبلت وراق لك عقله «جاس» جاء في المحيط: جاسَ يَجوس، جُسْ، جَوْسًا وجَوَسانًا، فهو جائس، جَاسَ خِلاَلَ الدِّيَارِ: دَارَ فِيهَا وَتَرَدَّدَ بَيْنَهَا وجَسَّ الأَرْضَ: وَطِئَهَا وجاء اسم جساس من ذلك وجَسَّ الشيءَ بيده: مَسَّهُ وجاءت في العامية بنفس المعنى على اختلافه فعلى المعنى الأول يقول الشيخ محمد بن مهلهل بن شعلان: يالله ياللي كل درب «تجسه» عقد البلش غير انت ما حد يحله وعلى المعنى الآخر يقول الشاعر: كل ما «جسّيت» له نبض ٍ سريع قامت ضلوعي تضمّه وانفرا! «جاش» جاء في معاجم اللغة الجَأْش: النفْس أَو القلب. جَاشَتْ أَمْوَاجُ البَحْرِ: هَاجَتْ جَاشَ النَّهْرُ: اِمْتَدَّتْ مِيَاهُهُ، اِرْتَفَعَتْ جَاشَتْ نَفْسُهُ: اِضْطَرَبَتْ مِنْ حُزْنٍ أَوْ فَزَعٍ وجَاشَ صَدْرُهُ هما: غَلَى هما يقول أبو فراس الحمداني: إِذا مَرَرتَ بِوادٍ «جاشَ» غارِبُهُ فَاِعقِل قُلوصُكَ وَاِنزِل ذاكَ وادينا وفي المعنى الشعبي لهذه الكلمة كما هو في الفصيح وزاد ذلك في قلب الهمزة ألفاً فأصبحت جأش التي بمعنى النفس جاشا أي ما يختلج في النفس يقول الشاعر مناور السويدي: نشبت بحلقي عجزت اشرح لك الباقي «تجوش» «بالجاش» مار ازريت لا انطقها فكلمة تجوش من الجيشان والهيجان والجاش بمعنى النفس «جاض» جاء في الوسيط جاض بمعنى مال عن الشيء وانحرف ومعنى آخر جاض فر وفي المعنى الشعبي يوافق ذلك في كلا المعنيين فالمعنى الأول يقول الشاعر عبدالله بن سبيل: يامن لقلب من شديد العرب «جاض» كما يجوض ليا أوجس الكي ممروض وعلى المعنى الآخر تقول شاعرة بدوية بعد ارتحال أهلها عن مورد ماء الحبيب: واجضتى واجوضتى واجضيضى واقلبى اللى من ملازيه ناضى «جاع» جاء في اللسان الجُوع: اسم للمَخْمَصةِ، وهو نَقِيضُ الشِّبَع، والفعل جاعَ يَجُوعُ جَوْعاً وجَوْعةً ومَجاعةً، فهو جائعٌ وجَوْعانُ، والمرأَة جَوْعَى يقول الفرزدق: وَهُم حَيثُ حَلَّ «الجوعُ «بَينَ تِهامَةٍ وَخَيبَرَ وَالوادي الَّذي الجوعُ حاضِرُه وفي العامية لا خلاف في المعنى الفصيح يقول الشاعر مرضي الأقعم: لاحن صوت المكينه عقب فرقاعه قامت تلحن عوى سرحان لاجاعي جس الذبيحة لمعرفة كمية الشحوم بها