لم تكن الابتسامات العريضة والأحاديث الودية الجانبية هي فقط تكشف العلاقة الإيجابية بين المملكة وروسيا، بل إن ضرب الكف بالكف بحرارة شديدة استمع له كل من شاهد مقطع فيديو أظهرت لقطاته "تصافح الكبار" ولي العهد السعودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش انطلاق قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس. القمة الأرجنتينية شهدت حضوراً لافتاً للنظر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فعند وصوله لمقر انعقاد القمة كان في استقباله الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، لينطلق بعد ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليتحدث مع ولي العهد السعودي قبل انطلاق القمة بدقائق، وسط نظرات من قادة الدول والفريق المصاحب لهم ممن حاولوا تسييس قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي، ليرسل ولي العهد السعودي ابتسامة شامخة للرئيس الفرنسي، لا تقلق على أسعار النفط، ولا تقلق المملكة لا تحاسب الدول بإعلامها المضلل. ليتخذ بعد ذلك ولي العهد مقعده في القاعة الرئيسة للقمة، لتكشف تلك المصافحة الحارة بينه وبين الرئيس الروسي اهتمام وسائل الإعلام، وتؤكد أن ولي العهد من أعاد مسار العلاقات السعودية الروسية بعد انقطاع دام أكثر من أربع سنوات أثمرت عن استقرار سياسي واقتصادي في العلاقات بين البلدين، فمنذ أن تولى الأمير الشاب وزارة الدفاع التقى عام 2015 و2017 الرئيس بوتين وكبار مستشاريه في روسيا وكذلك في منتجع سوتشي، لينجح ولي العهد السعودي في عام 2017م على تمديد الاتفاق حول خفض إنتاج النفط في زيارته لموسكو. ولم يكن النفط الرابط الوحيد بين البلدين بقدر المباحثات الناجحة حول الأزمة السورية ومشروعات الطاقة المشتركة، ليتمكن ولي العهد الأمير الشاب من إنجاح أول زيارة لملك سعودي لروسيا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ليلتقي رئيس روسيا في موسكو بزيارة تاريخية، ويشارك بعد ذلك ولي العهد في افتتاح كأس العالم في روسيا بدعوة من الرئيس الروسي، ليشيد مؤخراً الرئيس الروسي خلال مشاركته في المنتدى الاستثماري الاقتصادي في موسكو بدور المملكة، ودور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في نجاح اتفاقات خفض إنتاج النفط، مؤكداً بفضل موقف المملكة وسمو ولي العهد، الذي كان المبادر لهذا العمل الذي أثمر نتائج إيجابية. حديث ودي بين ولي العهد والرئيس بوتين قبيل افتتاح القمة