تعد العلاقات السعودية الإماراتية نموذجاً فريداً للعلاقات بين الدول، حيث تجاوزت مفهوم التعاون بين دول الجوار في ظل الانسجام والتكامل الشمولي تجاه القضايا والأهداف المشتركة؛ مستندة إلى علاقات تضرب جذورها في أعماق التاريخ وتعززها روابط الأخوة والمصير المشترك بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -حفظهما الله ورعاهما-، وتؤدي الملحقية الثقافية السعودية التي أنشئت قبل خمسين عاما تقريباً (1968م) دوراً مهماً في تعزيز هذه العلاقة حيث أشرفت على المعلمين السعوديين العاملين في دولة الإمارات قبل سنوات طويلة؛ وتشرف حالياً على الطلبة الدارسين في الجامعات الإماراتية؛ حيث يبلغ عدد الطلبة السعوديين في الإمارات حالياً أكثر من (3000) طالب وطالبة تعليم عام وتعليم عالٍ في الجامعات الإماراتية ومراكز أصحاب الهمم. وتساهم الملحقية في تعزيز العلاقة بين وزارة التعليم في السعودية ووزارة التربية والتعليم في الإمارات من خلال أحد محاور المجلس التنسيقي الثنائي (والذي يعد قفزة نوعية ومرحلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ويضفي الطابع المؤسسي والاستراتيجي على العلاقات بينهما)، وهو المحور البشري والمعرفي، عبر مشروعات تهدف إلى بناء منظومة تعليمية فعالة ومتكاملة ومنها التعاون بين مؤسسات التعليم العالي من خلال وضع خطة مشتركة لتشجيع برامج التوءمة بين الجامعات السعودية والإماراتية لتمكين الطلاب من الاستفادة من المزايا العلمية لدى المؤسسات التعليمية في كلا البلدين، وتطوير سياسة الطفولة المبكرة، وإطلاق منظومة التعليم الرقمية، وتأسيس اللجنة السعودية الإماراتية لسياسة التعليم الفني. كذلك تساهم الملحقية في تبادل الخبرات والكفاءات والزيارات التعليمية بين البلدين، والحضور الثقافي الكبير المتبادل بين البلدين، والمشاركة في الجوائز في حقل الثقافة والتعليم مثل جائزة حمدان وجائزة خليفة، ومشروعات النشر والترجمة، والأسابيع الثقافية التي تستضيفها السعودية أو الإمارات، مثل مهرجان الجنادرية للتراث الوطني ومهرجان الشيخ زايد -رحمه الله-، والزيارات الرسمية بين مسؤولي التعليم في البلدين، وتكوين اللجان المشتركة، والإشراف على الأنشطة الثقافية والمعارض الدولية للكتاب في أبوظبي والشارقة والمعارض الفنية والندوات الثقافية، وتنظيم العديد من الزيارات المتبادلة بين الأكاديميين وأساتذة الجامعات في البلدين، وتسهيل مشاركة بعض أعضاء هيئة التدريس السعوديين في المؤتمرات العلمية والندوات التي تقيمها بعض الهيئات الأكاديمية والجامعات في الإمارات. وبهذه المناسبة نهنئ دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في عيدها الوطني المجيد، ونشكر «الرياض» على هذه المبادرة الطيبة. * المحلق الثقافي السعودي في الإمارات