يوجد في كل مستشفى قسم طوارئ يقدم العلاج الأولي للمرضى ويميز الحالات الخطيرة، وكذلك يتعرف على الحالات المهددة للحياة في منطقة الفرز عن طريق علامات حيوية غير مستقرة، أو شكوى حادة. قضية التوطين في طب الطوارئ كانت وما زالت الشغل الشاغل في القطاع الصحي؛ لوجود عدد من الخريجين العاطلين، في المقابل المجال يفتقر إلى وجود المواطنين. وتحدث الاختصاصي عبدالسلام العمري -خريج من أستراليا منذ عام 2017م وعاطل عن العمل- قائلاً: تم فتح القبول في «الهلال الأحمر» السعودي، وتقدم 460 شخصا، إلاّ أنه تم قبول فقط 100 متقدم فقط، وعند سؤاله لأحد الموظفين عن أسباب قبول عدد بسيط جداً، أوضح له أن القاعة التي تم فيها الاختبار كانت مستأجرة والمقاعد محدودة، وفي حال قبول عدد أكبر يتعين دفع مقابل مالي!. وذكر الاختصاصي زامل خان، أنه استوفى جميع شروط القبول في الاختبار لكن تم استبعاده، ليعمل حارس أمن كي يستطيع أن يصرف على نفسه، وإلى الآن لم يجد مكانا يمارس فيه مهنته. وكان الأمين العام للجمعية السعودية لطب الطوارئ الدكتور عبد الله الحضيرة، قد صرّح بوجود في نقص في الأطباء، داعياً إلى تدريب الكوادر على هذا النوع من التخصصات، والرفع من أعدادهم في التدريب، موصياً بأهمية فتح مجال التوظيف بشكل أكبر للكوادر السعودية المؤهلة. من جهته، قال الدكتور عبدالله الناصر: تختلف آلية عمل قسم الطوارئ تبعاً للنظام المعمول به بالمستشفى، ففي النظام الكندي، وهو الأكثر انتشاراً في مستشفيات المملكة، يبدأ المريض رحلة علاجه في قسم الطوارئ من غرفة الفرز الأولي، التي بناءً عليها يتم تصنيف حالته إلى واحدة من خمس فئات: خطيرة، أقل خطراً، متوسطة، طفيفة، غير طارئة، وتختلف كل فئة من حيث الوقت المستغرق لرؤية الطبيب المختص، ففي الحالة الخطيرة يجب على الطبيب رؤية المريض على الفور، وأما في الأقل خطراً فيكون الوقت أقل من 15 دقيقة، ويتزايد الوقت إلى أن يصل إلى 120 دقيقة في الحالات غير الطارئة. وكشف الدكتور الناصر أسباب تكدس المرضى في أقسام الطوارئ، حيث إن كثيرا من المرضى يلجؤون إلى أقسام الطوارئ عوضاً عن مراكز الرعاية الأولية؛ ظناً منهم أن مستوى الرعاية الطبية في قسم الطوارئ أفضل من مراكز الرعاية الأولية، مضيفاً أنه في الطوارئ نرى مريض الكحة ورشح الأنف والارتفاع الطفيف في درجة الحرارة وغيرها من الأمراض التي كان بالإمكان أن يذهب صاحبها إلى مراكز الرعاية الأولية، ثم يتذمرون من البقاء منتظرين فترة طويلة، بينما يكون الطاقم الطبي بأكمله مشغولا وفي صراع لإنقاذ مصاب بحادث مروري يكاد أن يفقد حياته، وفتاة أخرى تضع مولودها، وطفلة مصابة باختناق وبالكاد تستطيع التقاط أنفاسها. من جانبه، أوضح عبدالله عسيري -مراجع في أحد المستشفيات الحكومية- أن المستشفيات الحكومية تتميز بالكوادر الطبية وذات الخبرة الواسعة، حيث تسعى وزارة الصحة إلى توفير كل ما يجعل المريض راضيا عن العلاج المقدم له، مبيناً أن التركيز من إدارة المستشفى على قسم الطوارئ؛ لأنه مكان الفحص والتدخل السريع في الحالات الخطرة، فالمريض يحصل على العلاج في الطوارئ، أو يتم تنويمه في المستشفى، ذاكراً أنه يعاني بعض المرضى عدم الاهتمام بهم وتركهم في ممرات المستشفى، وهذا سبب عدم توافر عدد من الكراسي التي تغطي الحاجة، ما يُسبب التأخر في صالة الانتظار حتى يتم تنويم المريض وإيجاد كرسي مخصص له، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى إلى حل هذه المشكلة، وتوفير ما يحتاج إليه المريض من خدمه، حيث تقوم بمشروعات توسعة أقسام الطوارئ والمستشفى بشكل عام، وكذلك توفير كوادر طبية متميزة وأجهزة حديثة ومبان متطورة، شاكراً وزارة الصحة على هذه الجهود والتطوير المستمر، وهنا يجب علينا تفعيل دور مراكز الرعاية الأولية لندع أقسام الطوارئ لمن هم حق في حاجتها.