يقول الخبر إن مدرّسة أمريكية ولغرض تحقيق الانضباط خيرت أولياء الأمور بين الضرب أو الفصل من المدرسة لمدة خمسة أيام. المدرسة أرسلت إلى الأهالي تستطلع رأيهم في مسألة الضرب وقد وافق 100 ولي أمر على عقاب الضرب، والرقم قابل للزيادة. مديرة المدرسة تقول إن العقاب البدني كان من أسس التعليم في المدرسة ولم تكن هناك المشكلات التي نواجهها اليوم. عندما قرأت الخبر تساءلت: ألا يوجد خيار ثالث؟ هل تم تجريب الحلول التربوية وفشلت؟ هل سيكون سلوك الطالب أفضل بعد الضرب أو الفصل لمدة خمسة أيام؟ ما نوع المشكلات التي تستوجب هذا النوع من العقاب؟ هل استند القرار على تجارب أو دراسات؟ أطرح هذه الأسئلة بحثاً عن خيارات كثيرة بدلاً من التقيد بخيارين فقط. في الإدارة يلجأ بعض الإداريين تحت ضغط الوقت أو بسبب الكسل إلى مواجهة المشكلات على طريقة هذه المدرسة، تجدهم يقولون: ليس أمامنا إلا حلين لا ثالث لهما؛ أما كذا وأما كذا! وإذا كان هذا الأسلوب له ما يبرره أحياناً حسب ظروف الحالة في مجال الإدارة، فإنه في المجال التربوي غير مقبول. في التربية لا بد من التفكير في خيارات أخرى تجعل الطالب يتعلم من أخطائه ويتحول إنساناً يشعر بالانتماء للمدرسة كأن يتم تكليفه بأعمال معينة لخدمة المدرسة أو الفصل. في المملكة تمنع وزارة التعليم استخدام الضرب وتعتبر هذا الأسلوب منافياً لأساليب التربية الحديثة. وجهة نظر أخرى ترى أن الضرب يعزز هيبة المعلم وكأن الهيبة لا تأتي إلا بالضرب أو كأن الهيبة هي الوسيلة المؤثرة في التعليم والتربية. المعلم ليس بحاجة إلى أن يهابه الطلاب بل إلى علاقة يسودها الحب والاحترام المتبادل. المعلم الذي يحترم قلوب وعقول الطلاب سوف يكسب احترامهم. هو القدوة الذي يستطيع تقوية علاقة الطالب بالمدرسة وبالمعلمين وأقرانه. المعلم الذي يثق بنفسه وقدراته لن يلجأ إلى العنف لفرض شخصيته. دراسات تربوية تؤكد أن أسلوب الضرب يؤثر على نفسية الطفل وقد يدفعه إلى الانطواء والابتعاد عن المدرسة. الخيارات والبدائل كثيرة ومن أهمها أن تكون بيئة المدرسة بيئة إنسانية وبيئة تتيح فرص المشاركة والتفاعل الإيجابي للجميع. المهم أن تكون التربية أولاً فهي المدخل إلى التعلم وبهذا يكتسب الطلاب المعرفة والقيم الأخلاقية بأساليب مباشرة وغير مباشرة ليس من بينها الضرب.