سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وهيبة وزارة التربية والتعليم ! دور وزارة التربية والتعليم في حفظ الهيبة ينبغي أن يبدأ بإحالة من لا ينتمي لهذا العصر بمكوناته الحضارية (علميا و تقنيا ) للتقاعد !!
كثيراً ما نقرأ شكاوى و تذمراً من ضياع هيبة المعلم و أن وزارة التربية هي من جنى عليها بأنها قصقصت أجنحة المعلمين و ساهمت في تمرد الطلاب عليهم ، و يسوقون أمثلتهم على ذلك و يبدو أنها محصورة في منع الضرب و اعتماد التقويم المستمر الذي لا يتضمن درجات أعمال السنة التي يمكن للمعلم استخدامها في الضبط ، في حين أن استخدام الضرب إرهاب و توظيف أعمال السنة لخدمة هيبة المعلم لي ذراع و يتخلل الاثنين أساليب و تفاصيل من الاستغلال و سوء التصرف و دخول المحسوبية و نصرة القرابة و التفريق بين الطلاب لأسباب غير تربوية باستخدام أعمال السنة ما يجب ألا يغيب عن الأذهان ، لأن كل صلاحية تمنح لمستخدمها ماله و ما عليه ، و الأهم من هذا هو هل الضرب و الإهانة و الطرد خارج الفصل أساليب تربوية تقوّم الأجيال و تحبب إليهم المؤسسة التعليمية ؟ و هل هي ما يحقق للمعلم احترامه بين تلاميذه ؟ يخيل إلي حين أقرأ اعتراضات المعلمين على سياسات وزارتهم بشأن هيبتهم أنهم يريدون منها أن توقع شراكة مع الأمن يرافق الجنود بموجبها المعلمين لغرف الصف و يحرسوا هيبتهم بالسلاح ، أو تسمح للمعلمين بترشيح طاقم من الحراس الشخصيين من عشيرتهم الأقربين يرافقونهم للمدرسة و يصنعون لهم هيبة ! و هم في ذات الاعتراضات لا يقيمون لهيبة وزارتهم وزناً دون أن يشعروا ، و السبب هو ما ينبغي أن يتفهمه المعلم و سواه ، السبب أن تراجع الهيبة و الخلل في ممارسة الاحترام كسلوك حضاري أمر شامل يشتكي منه حتى من يمارسه و نرجو في قادم الأيام أن نحسن التعامل معه و تقويمه لنكون واجهة مشرقة لديننا ووطننا ، و الأمر يمس الأفراد و المؤسسات و ليس خاصا بالتربية و التعليم و منسوبيها ، ففي مناقشة علماء الدين يردد مخالفوهم ( لا قداسة لأحد ) ، و قد شهدنا نقاشات مؤسفة بين أساتذة في العلم الشرعي و أئمة كبار وكانت طائرات الحوار كثيرا ما تصل مثلث برمودا فتهوي للقاع الذي لا هيبة فيه لأحد و لا احترام لشيء ، و هذا يصور حالة اجتماعية لم تسلم منها المؤسسة التربوية ، و لذا لا ينبغي أن يغضب أو يحزن المعلمون على الهيبة المسكوبة بل أن يبحثوا عن دورهم الحيوي الخطير في إنقاذها و تعزيزها و الحفاظ عليها ! أما دور وزارة التربية و التعليم في حفظ الهيبة فينبغي أن يبدأ بإحالة من لا ينتمي لهذا العصر بمكوناته الحضارية ( علميا و تقنيا ) للتقاعد ، لأن أحد أبرز مشكلات ضياع الهيبة هو الفارق السحيق بين أطفال عصر التقنية و كهول التعليم المتمسكين بالوظيفة و يفتقدون لمقوماتها ، ولا يستطيعون التحدث بلغة يفهمها الجيل الذين قضوا سنوات طوالاً يعلِّمون بالمسطرة لا بالإدارة الصفية و خصائص النمو ، لكن هذا لا ينسينا أن معلمين و معلمات هم مفخرة حقيقية لهذا الوطن زرعوا العطاء و جنوا الحب و التقدير من الطلاب و أهاليهم و من وزارة التربية و التعليم لم يحتاجوا يوما للتهديد بحسم الدرجات ولا بالتلويح بالعصا ! [email protected]