دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحضور سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد -حفظهما الله- مدينة "وعد الشمال" الصناعية الواقعة بمدينة طريف بمنطقة الحدود الشمالية بالمملكة. بهذا التدشين تنطلق مسيرة صناعية جديدة ونوعية في بلادنا وأيضاً اقتصادية لتدعم قطاع صناعة التعدين في المملكة كونها تعتبر ركيزة أساسية لتوجه المملكة لتنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة بعد النفط والبتروكيميائيات. وإن كانت مسيرة صناعة التعدين في بلادنا ليست بوليدة اللحظة، ولكن مشروع "وعد الشمال"، يُعد مشروعاً مختلفاً عن ما سبقه من مشروعات صناعية، وبالذات حين النظر إلى مستقبل صناعة الفوسفات الذي يستخدم في صناعة الأسمدة ومشتقاتها بمدينتي رأس الخير ووعد الشمال. تركيزي في هذا المقال سيكون على معدن الفوفسفات وأهمية استخراجه ومعالجته صناعياً، باعتبار أن من بين أحد أهداف إنشاء مدينة وعد الشمال الصناعية هو دعم مكانة المملكة العالمية كلاعب رئيس في إنتاج الفوسفات، سيما وأن المملكة تُعد موطناً ل7% من إجمالي احتياطي الفوسفات العالمي، كما أنها ستكون بإذن الله ثاني أكبر منتج للفوسفات في العالم بحلول العام 2024م بعد الصين وذلك عبر مشروعاتها الصناعية في قطاع التعدين، مثل مشروع مدينة رأس الخير الصناعية في المنطقة الشرقية الذي ينتج 3 ملايين طن من الأسمدة الفوسفاتية، كما ويتوقع أن يرتفع إنتاج المملكة من الأسمدة الفوسفاتية إلى 9 ملايين طن سنوياً باكتمال مشروعات "وعد الشمال". وتأتي مدينة وعد الشمال ترجمة لرؤية 2030، والبرنامج المنبثق عنها "برنامج الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية" الذي يسعى للاستفادة المثلى من الموارد المعدنية غير المستغلة بالمملكة، والتي تقدر ب5 تريليونات ريال، من خلال تسريع عمليات الاستكشاف وتطوير منظومة التعدين الصناعية بحلول العام 2030م، فيما تطمح الخطط المرسومة لتمكين قطاع التعدين من مختلف الجهات ذات العلاقة، وتوليد أكثر من 450 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة للمواطنين بهدف الحد من البطالة وتنمية المجتمع المحلي. وبالنسبة لمدينة "وعد الشمال الصناعية" التي تجاوزت استثماراتها 85 مليار ريال، تضم سلسلة من المنشآت والمرافق الصناعية المتنوعة، التي تحول الصخور إلى رافد اقتصادي تنموي كبير في المملكة، عبر استغلال خامات الفوسفات الوفيرة في المنطقة، والتي تُعد المادة الأساسية في صناعة الأسمدة الزراعية. أخلص القول؛ أن المملكة العربية السعودية والاقتصاد الوطني مقبل على مرحلة اقتصادية جديدة من خلال التركيز على صناعة التعدين والصناعات التحويلية المرتبطة بها، ليسهم ذلك في توفير بيئة استثمارية مستدامة وآلاف الوظائف وتنويع مصادر الدخل وقاعدة الإيرادات العامة للدولة بما يحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل القومي.