في الماضي، كان من الممكن تعريف اللهاية بأنها أي غرض يُعطى للطفل ويكون مصّه آمناً، مثل حلقات التسنين، أما في الوقت الحالي فتُعتبر اللهاية عبارة عن حلمة من السيليكون أو المطاط مع واقٍ للفم من البلاستيك أو السيليكون ومع مساكة لليد، واللهاية الحديثة آمنة الاستعمال ويمكن تعقيمها بسهولة، كما أن واقي الفم يمنع الاختناق أو ابتلاعها من قبل الطفل. وتعتبرالميزة الأساسية بالنسبة للآباء والأمهات هي أن اللهاية تهدِّئ الطفل وتساعده على الخلود إلى النوم، وقد يساعد مصّ اللهاية على التخفيف من الألم، وهو السبب وراء لجوء الآباء والأمهات لاستخدامها، وقد تمّ الربط حديثاً بين استخدام اللّهاية ومنع حدوث متلازمة موت المهد، كما بعض الأطفال المبتسرين "الخدّج أي المولودين قبل الأوان" قد يساعدهم مصّ اللّهاية إذا تم إعطاؤهم إياها من أجل مصّها قبل الرضعات، فهذا يسهل ويسرّع انتقالهم من الأنبوب إلى الرضاعة بالزجاجة "القنينة أو الرضّاعة"، فيتمكنون من الرضاعة بصورة أفضل من الزجاجة، بالإضافة إلى أن استخدام اللّهاية قد يعني قضاء الأطفال الخدّج مدة أقصر في المستشفى لأنها تساعد في دعم عملية المص، كما قد يساعد إعطاء لهّاية للأطفال الخدّج قبل الرضعات على تهدئتهم خلال الرضعات وبعدها، لكن بالنسبة للأم التي تريد إرضاع طفلها رضاعة طبيعية قد تفضل تشجيعه على تقوية مهارته في المصّ من خلال تركه يمصّ ثدييها الفارغين بعد الرضاعة بدلاً من مصّ اللّهاية. ومع ذلك فإن من عيوب استخدام اللهاية، زيادة احتمال الإصابة بالتهابات الأذن حيث توجد علاقة مثبتة ما بين استخدام اللّهاية بكثرة والإصابة بالتهابات الأذن الوسطى وذلك رجوعاً من فم الطفل، لذا يجب قصر استعمال اللّهاية على أوقات النوم فقط، ومن عيوبها أيضاً إمكانية التسبب بالتهابات المعدة والالتهابات الأخرى، فقد وجد ثمة علاقة بين استخدام اللّهاية وازدياد مخاطر الإصابة بأعراض مثل القيء والاستفراغ، وارتفاع درجة الحرارة "الحمّى"، والإسهال والمغص، كما أن من عيوبها احتمال ظهور مشكلات في الأسنان وذلك مع استخدام اللّهاية لفترات طويلة، ولا يُنصح باستخدام اللّهاية أو مصّ الإبهام لأنه قد ينتج عن كليهما مشكلات في نمو وتطور الأسنان، وخاصة إذا استمر الطفل في اتباع هذه الطريقة لبعث الراحة في نفسه إلى حين ظهور الأسنان الدائمة، كما يمنع استخدام اللّهاية الأطفال من الثرثرة وهي خطوة مهمة على طريق تعلّم الكلام، كما أنها لا تشجع الأطفال الدارجين على إجراء الحوار وهو ما يحتاجونه كي تتطور لديهم المهارات اللغوية، وهناك دليل قوي يشير إلى أن السيدات اللواتي يستخدمن اللهاية هن أكثر عرضة إلى فطام أطفالهن عن الرضاعة الطبيعية قبل أولئك اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية ولا يستخدمن اللهاية بصفة يومية، كما تمّ الربط أيضاً بين استخدام اللّهاية والاعتماد على الرضاعة الطبيعية وحدها لمدة قصيرة من الوقت وبين انخفاض كمية الحليب "اللبن" عندما ينهي الطفل شهره الأول، ويكثر الجدل حول احتمال تأثير اللّهاية على انقطاع الأمهات عن الرضاعة الطبيعية، ويرى البعض أن الأمهات يستخدمن اللهاية بسبب مواجهتهن لمشكلات في الرضاعة الطبيعية أو بسبب عدم رغبتهن الفعلية في إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، ومهما كانت الأسباب لقد تم ربط استخدام اللّهاية بصفة يومية بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية قبل بلوغ الطفل 3 أشهر من العمر. * قسم طب الأطفال