الرواد في كل مجال من مجالات الحياة هم من أسسوا الحياة، ونحتوا الصخر في ضوء سراج في عتمة الليل، وتحت لهب الشمس الحارقة والبرد القارص، الرواد هم من عبّدوا الطريق لنا ليكون مساراً سهلاً مضيئاً لمسيرتنا. رواد الفن التشكيلي في المملكة لم يكن طريقهم سهلاً أبداً، وليس الرواد فحسب، بل حتى الجيلان الثاني والثالث لم يكن طريقهما معبداً بالزهور والورود، بل كان كل واحد فيهم يجتهد في البحث والتميز بجهده ومهاراته، كان الحب يجمعهم، لذا هم يلتقون في كل مكان وزمان. في أول أسبوع تم تعييني رئيساً للجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون في الدمام قبل سنوات، قدمت طلباً بتكريم الفنان السليمان؛ لكونه عمل في الجمعية سنوات طوالا، ولكننا لم نوفق في تلك الفترة؛ لأن الجمعية كانت تمر بمخاض لم يستقر، ومرت السنون تلو السنين حتى جاء اليوم، وتعاود جمعية الثقافة والفنون في الدمام تبادل الفنان السليمان هذا الحب والوفاء، وهو يستحق ذلك الحب منا جميعاً، لأنه خدم الفن في المنطقة والمملكة. الفنان عبدالرحمن السليمان من الرعيل الثاني لرواد الفن التشكيلي للمملكة، الذي كرس قلمه لخدمة الفن سنوات طوالا، كتب وحلل وناهض وعاصر الرواد من قبله، أمثال الفنان عبدالحليم الرضوي والفنان محمد السليم والفنانة صفية بنت زقر والفنانة منيرة موصلي وغيرهم من الجيل الأول لرواد الحركة التشكيلية في المملكة. لم يكن السليمان من الجيل الأول، لكنه عاش تلك الحقبة الزمنية بكل تفاصيلها، وكان هو ورفاقه الخليجيون قد أسسوا جماعة أصدقاء الفن الخليجي، واستمرت علاقتهم عقودا من الزمن، يجوبون بقاع الأرض يعرضون لوحاتهم في كل مكان. وكان لتحريره صفحات الفن التشكيلي الدور الكبير في إبراز عديد من المناشط التشكيلية المحلية والعربية، وأسهم في المكتبة العربية بكتبه الفنية القيمة. في هذا التكريم الجميل، كان الجميع حاضراً، سعد العبيد وعبدالله حماس وعبدالله إدريس وعبدالحميد البقشي وهادي الخالدي ويوسف الخميس وعديد من الفنانين حضروا من كل مكان احتفاءً وحباً ووفاءً للفنان السليمان. شكراً لجمعية الثقافة والفنون هذا الحب وهذا الوفاء، لعلها تكون عادة لجميع الجمعيات والأندية الأدبية والجهات الرسمية في تكريم الرواد. الضامن مع المحتفى به السليمان