جاء بيان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخصوص قضية مقتل المواطن جمال خاشقجي -يرحمه الله- لينهي حملة تأليب الرأي العام العالمي ضد المملكة العربية السعودية والتي قادتها بعض الدول المعادية من أجل خدمة أجندتها المسمومة لزعزعة استقرار الدول الكبرى في المنطقة. إن الحملة المدروسة والمقصودة ضد المملكة كان مصيرها أن تذهب إلى العدم المحض كسابقاتها، فلا أحد يملك أن يخلق واقعاً غير الواقع، وسجلات التاريخ أثبتت أن مخططات الدول الخبيثة تذهب أدراج الرياح. لقد استهجنت العديد من الدول الشقيقة محاولات استغلال قضية خاشقجي لأهداف ومرام لا علاقة لها بالجريمة في محاولة لتطويق المملكة، مؤكدين أنه لولا وقوف المملكة إلى جانب الكثير من الدول العربية وحضورها القوي في الكثير من الملفات العربية ومواقفها الشجاعة تجاه قضايا المنطقة، لكان ربما تغيّر وجه منطقة الشرق الأوسط ككل. ومنذ اليوم الأول، دعت المملكة كل من يحرص على محاربة الجريمة في العالم إلى تقديم ما يملك من أدلة تساعد القضاء في الوصول إلى الحقيقة كاملة لكشف ملابسات الحادث، لا أن يتذرع به للوصول إلى غايات ومرام وأبعاد لا علاقة لها بالقضية، ولكن الأبواق الإعلامية لدول الخراب لم تتوقف عن المتاجرة بالقضية كعادتها وبذلت كل جهودها في اتجاه تزييف الحقائق في محاولة منها للتغطية على جرائمها في حق شعوبها وفي حق دول الجوار والعالم، وانتهت هذه الحملة بالفشل بعد إشادة غالبية دول العالم بالموقف السعودي وبعدالة وشفافية ونزاهة التحقيقات ونتائجها التي أُعلنت للجميع على الملأ. ومن جديد، أكد الرئيس الأميركي أن إيران تلعب دوراً خبيثا ضد أميركا والدول العربية، وكذلك تقود "حربا دموية بالوكالة" ضد المملكة العربية السعودية في اليمن، وتحاول زعزعة استقرار محاولات العراق الهشة نحو الديمقراطية، كما تدعم جماعة حزب الله الإرهابية في لبنان، فضلا عن دعمها النظام السوري الذي قتل الملايين من مواطنيه، وأكثر من ذلك بكثير. وأشار ترمب إلى أن الإيرانيين قتلوا العديد من الأميركيين وغيرهم من الأبرياء في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقال إن طهران تقول علناً وبقوة كبيرة: "الموت لأميركا!"، مؤكداً أن إيران تُعتبر "الراعي الرئيس في العالم للإرهاب". ولفت ترمب إلى أن المملكة حليف عظيم للولايات المتحدة في حربها المهمة جداً ضد إيران، مشدداً على أهمية العلاقات مع المملكة، وكذلك حرص الولاياتالمتحدة أن تبقى شريكا ثابتا للمملكة لضمان مصالحها ومصالح جميع الشركاء الآخرين في المنطقة بعد القضاء التام على تهديد الإرهاب في جميع أنحاء العالم. إن المتابع للمشهد السياسي والدبلوماسية السعودية يدرك جيداً أن المملكة تسعى جاهدة لدعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وقد كانت المملكة أول من اتخذ إجراءات ضد المتهمين في قضية خاشقجي وتبعتها الدول الأخرى بإجراءات تجاه أشخاص بعينهم بشكل لا يمس بالعلاقات مع المملكة. ويعبِّر تصريح الرئيس الأميركي في خطابه الأخير والذي قال فيه "إن المملكة ستنسحب بكل سرور من اليمن إذا وافق الإيرانيون على المغادرة، وسيقدمون على الفور المساعدة الإنسانية المطلوبة بشدة"، عن إدراك البيت الأبيض أن المملكة تمد يدها للسلام الدائم في المنطقة وتوجه قدراتها العسكرية من أجل مواجهة الإرهاب الراديكالي والضرب بيد من حديد لقطع أذرع التطرف. وقال اللواء محمود منصور، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، إن البيان الأميركي الذي أدلى به الرئيس ترمب كان نهاية فعلية لمخطط الابتزاز السياسي الذي تقوده الدول التي تصارع الهواء في وسائل إعلامها. وأكد منصور في تصريحات ل"الرياض" أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمملكة هي علاقات قائمة منذ عقود واعتاد كلا الطرفين على أن يعتمد كل منهما على الآخر في مواقف عديدة، وحينما يأتي هؤلاء السماسرة بتلك المحاولة الغوغائية التي أظهرت حقيقة المعادن للعالم العربي، والتي هدفوا من خلالها إلى الحصول على منافع متنوعة من المملكة، إلا أن الصمود السياسي العقلاني الذي مارسته المملكة أحبط كل أهداف هذه المخططات للتدخل في الشأن العربي. وتابع اللواء منصور: "تبقى العلاقات الأكثر متانة بين السعودية وأميركا هي الأكثر قدرة على البقاء والاستمرار حتى يتم الانتهاء من التخلص من كل العدائيات المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط سواء كانت من الإيرانيين أو من غيرها". ترمب