تقف العلاقات السياسية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان على أسس ثابتة من الروابط المتأصلة في الدين وحسن الجوار، والأبعاد الأخرى التي لا تقل أهمية عمّا سبق اقتصادياً وجغرافياً، كذلك الدور والثقل السياسي لكلا الدولتين في المجلس الخليجي الذي يعكس أهمية البعد الاقتصادي والسياسي للدول الخليجية، وحجم تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط. وثمن خبراء سياسيون هذه الروابط التي تجمع البلدين وأثرها في قوة تماسك البيت الخليجي، فسياسة السلطنة تميزت دوماً بالاتزان والحكمة في جميع الظروف التي مرت بها المنطقة، وأثبتت دوماً أنها مثالٌ للدبلوماسية المعتدلة التي يبحث الجميع فرص تعزيز الصداقة معها. حول ذلك قال ل»الرياض» الكاتب والمحلل السياسي خالد الزعتر العلاقات السعودية العمانية هي علاقات جيدة حافلة بتاريخ طويل من الدعم السعودي للحفاظ على استقرار السلطنة، وهو ما يعكس حرص المملكة على استقرار المنطقة الخليجية والحفاظ على التلاحم بين دُولِه، كذلك الحفاظ على استمرارية تماسك المنظومة الخليجية، ومن هنا نجد أن العلاقات السعودية العمانية هي علاقات جيدة لا تتأثر بالاختلاف الحاصل في المواقف السياسية، لكن يجمع البلدين على الحفاظ على تماسك المنظومة الخليجية واستقرارها. وتابع الزعتر قائلاً العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي تشهد نموا، فقد أظهرت بيانات صدرت في العام 2013، أن التبادل التجاري بين السعودية وسلطنة عمان بلغ 12،3 مليار ريال، كما تشهد تلك العلاقات تطورا ملموساً فقد تم تدشين الطريق والمنفذ الحدودي الذي يربط المملكة بالسلطنة عبر الربع الخالي خلال العام 2016م، وهو بالتالي الأمر الذي يعكس حرص البلدين على تطوير وتعميق العلاقة بينهم، كذلك فقد وقعت سلطنة عمان بداية السنة الحالية اتفاق للحصول على تمويل بقيمة 210 ملايين دولار من المملكة لأحد مشروعاتها الصناعية الكبيرة، وهي خطوة تعكس مدى حرص المملكة على استقرار الوضع المالي للسلطنة، وحرصها أيضا على مواصلة السلطنة للتطور الاقتصادي، العلاقات السعودية العمانية هي علاقة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، وهي بالتالي لا تتوقف عند حدود العلاقة السياسية، ولا تتوقف عند العلاقة الاقتصادية التي تشهد تطورا، فالروابط التي تجمع البلدين من التاريخ ووحدة المصير واللغة والدم والجغرافيا، انعكست أيضا على العلاقة على المستوى الشعبي التي سعت لتعميق أواصر الإخاء والمحبة بين الشعبين. بدوره قال الكاتب السياسي فهد ديباجي إن المملكة حكومةً وشعباً تبارك لعمان وسلطانها وشعبها يومهم الوطني، كما ندعو الله - جل وعلا - بأن يجعل كل أيامهم أعياداً وأن يحفظ السلطان قابوس والملك سلمان ويمدهما بالصحة والعافية، فالمملكة وشعبها يتمنون استمرار مسيرة النماء والتطور التي تشهدها سلطنة عمان بمناسبة يومها الوطني 48 الذي كان نتاجاً لما بذلته السلطنة من جهود كبيرة خلال السنوات الماضية ولا شك أن المملكة والسلطنة الشقيقة من الأعضاء المهمين في مجلس التعاون الخليجي فسلطنة عمان دولة تربطها علاقة مميزه بالمملكة، وتجمعهم علاقات أخوية تاريخية لم تتأثر أبدا، وشعبين يربطهما الحب والإخاء والانتماء، لذلك فالعلاقات بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ترتكز على أساس متين، وهي قديمة قدم التاريخ بفضل الرعاية المستمرة والاهتمام من قيادتي البلدين، لهذا نجد متانة العلاقات بين الرياض ومسقط ووحدة المصير والجغرافيا تنعكس دائما في الفهم المشترك تجاه كثير من القضايا التي تهم المنطقة وفي التنسيق وتبادل الرأي ووجهات النظر بين البلدين حول مختلف القضايا الملحّة.