«همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا أنهد هذا الجبل وتساوى بالأرض»، هكذا وصف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أبناء وطنه في مؤتمر مبادرة الاستثمار الذي شهدته الرياض مؤخرا. لم تكن كلمات سمو ولي العهد وليدة اللحظة بل مبنية على أرقام وحقائق من عرَّاب الإصلاحات الإدارية والاقتصادية، وملهم الشباب نحو مستقبل مشرق تقوده رؤية طموحة. وليس بعيدا عن هذا الوصف جبل أم وعال شرقي طريف الذي يقف شاهدا على منجز من منجزات أبناء الوطن التي حولت أحجار الفوسفات إلى منتج يساهم في غذاء العالم رغم جملة من التحديات، ليصافحوا الوطن بمدينة وعد الشمال أكبر مدينة صناعية سعودية بعيدا عن السواحل تمثل بمنتجاتها إضافة نوعية للأسواق العالمية. ويجسد إنشاء «وعد الشمال» وفاء لوعد الدولة لأهالي منطقة الحدود الشمالية بأن تأخذ المنطقة نصيبها من التنمية وفق خطط التنمية الشاملة المتوازنة المستدامة، ولتكون هذه المدينة والمشروعات عند اكتمالها إنجازا آخر للوطن في مسيرة التنوع الاقتصادي ومماثلا للإنجاز الذي تم في مدينة رأس الخير الصناعية وقبلها في الجبيل وينبع ورابغ الصناعية. ويحقق هذا المشروع رغبة الدولة في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة المستدامة والمتوازنة في كافة أرجاء الوطن الغالي وفق رؤية 2030 التي ترسم ملامح مستقبل وطن أكثر ازدهارًا ضمن مقدمة دول العالم. وقد أولت الدولة قطاع التعدين أهمية خاصة تضمن تطوير هذا القطاع الحيوي ومضاعفة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى (97) مليار ريال، وزيادة عدد فرص العمل في القطاع إلى (90) ألف فرصة عمل بحلول العام (1442ه - 2020م). وتطلب إحداث نقلة نوعية في مسيرة التنمية في منطقة الحدود الشمالية تطوير مشروعات استراتيجية ترتكز على تطوير قدرات إنتاجية تحقق الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية المحلية التي تزخر بها المنطقة في ظل المميزات التنافسية الوطنية. وتعد منظومة مشروعات وعد الشمال أنموذجا فريدا في تكامل القطاعات والجهات وخلق النسيج الأمثل بين أربعة قطاعات حيوية هي الصناعة، التعدين، الطاقة، والخدمات اللوجستية. ويثبت أبناء الوطن يوما بعد آخر أنهم على قدر التحدي وعلى قدر ثقة القيادة بهم.. همتهم لا تتوقف. جبل أم وعال شرقي طريف الدولة أولت قطاع التعدين أهمية خاصة