تلقيت اتصالاً من أحد الإخوة يقول إن أباه الذي بلغ من العمر خمسة وسبعين خريفاً، اتصل به وقال له يا ولد أنا أمام سوق الحجاز في سيارتي وأحس بألم في صدري وتعرق، تعالى خذني وأذهب بي إلى البيت كي أستريح.. ذهب زميلي إلى والده على وجه السرعة والهواجس والأفكار تعصف بذهنه هل تعرض والدي لجلطة في قلبه أم ماذا؟! وصل لأبيه وجده جالساً في سيارته وعلامات الألم بادية على وجهه يتصبب عرقاً. أنزل والده من السيارة وأخذه على وجه السرعة الى قسم الطوارئ بالمستشفى، استقبله الطاقم الطبي وقاموا بإجراء الفحوصات اللازمة، من تخطيط القلب وعمل الأشعة وإجراء التحاليل الدموية اللازمة. بعد ساعة زمن رجع الطبيب وطمن زميلي ووالده أن قلبه سليم وصدره سليم، وأن والده يعاني من إمساك حاد سبب له هذه الأعراض. يشيع الإمساك بشكل كبير عند النساء والحوامل بالذات وعند الأشخاص الذين يتجاوزون خمسة وستين عاما من العمر، وهنا سأتطرق لتعريف معنى كلمة إمساك ومسبباته وكيفية العلاج منه بل وتجنبه. يظن بعض الناس أنهم مصابون بالإمساك إذا لم يتبرزوا كل يوم. لكن من الطبيعي أن يتراوح عدد مرات التبرز من ثلاث مرات يوميا إلى ثلاث مرات أسبوعيا، وكل شخص مختلف عن غيره. يُعرف "الإمساك" طبياً بأن يتبرز المرء ثلاث مرات أو أقل من ذلك في الأسبوع الواحد، ومن الممكن أن يكون البراز صلبا جافا. وقد يكون خروجه مؤلما في بعض الأحيان. من الممكن أن يصاب أي شخص بالإمساك في وقت من الأوقات وفي معظم الأحوال، لا يستمر الإمساك إلا وقتا قصيرا، ولا يكون خطيرا. هناك أشياء كثيرة يمكن القيام بها للوقاية من الإمساك. يحدث الإمساك عندما يمتص القولون كمية زائدة من الماء من الطعام المهضوم، أو عندما لا يتناول الإنسان كمية كافية من الماء. كما يمكن أن يحدث الإمساك عندما لا يستجيب الإنسان لنداء الطبيعة ولا يذهب للحمام إلا بعد وقت طويل مما يسمح للقولون بامتصاص الماء الموجود في الفضلات مما يؤدي لجفاف البراز وبالتالي يصبح جافاً قاسياً، مما يجعل حركة البراز في القولون صعبة. ومن الممكن أن يحدث الإمساك أيضا إذا تباطأت تقلصات عضلات جدار القولون أو تراخت. وهذا ما يجعل حركة البراز في القولون بطيئة جدا. يكون البراز صلبا جافا في حالة الإمساك عادة، كما يكون أقل حجما أيضا. وهذا ما يزيد من صعوبة خروج البراز في أثناء عملية التبرز. يسبب الإمساك ألما في التبرز عند بعض الأشخاص. ومن أعراض الإمساك الشائعة الإجهاد وتطبل (انتفاخ) البطن والإحساس بأنه ممتلئ. من الممكن أن يعاني أي إنسان من الإمساك في أي وقت من أوقات حياته، وعادةً ما تكون حالات الإمساك مؤقتة وغير خطيرة في معظم الأحيان. يشيع الإمساك بشكل أكبر عند النساء والحوامل بالذات وعند الأشخاص الذين يتجاوزون خمسة وستين عاما من العمر. ينتج الإمساك عن سوء النظام الغذائي غالبا، عندما لا يتناول الانسان كمية كافية من انخفاض الألياف ويكثر من تناول الدهون، مثلا عند الإكثار من تناول الجبن والبيض واللحوم. ومن العوامل الرئيسية كما قد سبق ذكره هو الإقلال من تناول الماء فيكون الجفاف سببا في حدوث الإمساك أيضا. فعدم تناول كميات كافية من السوائل يمكن أن يؤدي إلى الجفاف. كما أن هناك مشروبات يمكن أن تسبب الجفاف. ومن هذه المشروبات الكحول والسوائل المحتوية على الكافيين، كالقهوة والشاي ومشروبات الكولا. يمكن أن تؤدي قلة النشاط البدني إلى الإمساك أيضا. فعلى سبيل المثال، فإن الإمساك كثيرا ما يحدث بعد الإصابة في الحوادث أو خلال المرض عندما يتعين على المريض أن يلازم الفراش، وأن يمتنع عن التمارين الرياضية. كما أن الإمساك شائع أيضا بعد الولادة أو بعد العمليات الجراحية. ومن الأسباب الخطيرة للامساك وجود أورام بجدار الأمعاء والقولون. من الممكن أن ينتج الإمساك أيضا عن بعض أنواع الأدوية. ومن أمثلة ذلك: مضادات الحموضة التي تحتوي على الألمنيوم والكالسيوم، مضادات الاكتئاب، أدوية ضغط الدم، الأدوية التي تزيد إنتاج البول (مدرات البول)، المتممات الغذائية المحتوية على الحديد، الأدوية المضادة للألم. قد يؤدي التغيير في نمط الحياة أو في الروتين اليومي إلى الإصابة بالإمساك أيضا. وعندما تصاب المرأة الحامل بالإمساك فإن ذلك سببه التغيرات الهرمونية الطائة وكذلك بسبب ضغط الرحم على الأمعاء والحوض. وعندما تسافر عزيزي القارىء فهنالك احتمال أن تصاب بالإمساك ويعدوا ذلك لتغير كل من نظامك الغذائي ونظام حياتك اليومي. أما عندما تتقدم في السن وتصل من العمر عتياً فإن حركة الأمعاء المعتادة (عادات التغوط) تتغير لديك فتصبح أكثر بطئاً، فقوة العضلات تصبح في تناقص مستمر مع التقدم في السن، وتصبح الأمعاء أقل فعالية. والمصيبة الكبرى عندما يعتاد المرء على استخدام الملينات على نحو منتظم، فإن الجسم يصبح معتمدا عليها فلا يتبرز إلا بها. وفي هذه الحالات، يمكن أن يصاب الإنسان بالإمساك إذا توقف عن استخدام الملينات.هناك أمراض تسبب الإمساك، ومن بينها الاضطرابات العصبية. وذلك من قبيل: السكتات أو إصابات الحبل الشوكي، وهناك حالات تتعلق بالغدد الصماء أو بالاستقلاب، وذلك من قبيل داء السكري أو قصور غدة الدرق. وهناك حالات جهازية تؤثر في عمل الأعضاء، وذلك كالذئبة مثلا. يكمن علاج الامساك في معرفة سببه أولاً وشدة أعراض الإمساك ومدته. لكن تخفيف الأعراض يكون ممكنا في معظم الأحيان من خلال إدخال تغييرات على نمط الحياة، وعلى نوعية طعام المريض. إن تناول أطعمة غنية بالألياف يمكن أن يساعد الجسم على تشكيل براز طري كبير الكتلة سهل الخروج، كالأطعمة الغنية بالألياف: الحبوب الكاملة، والفاصولياء والفول، والخضار الطازجة، والفاكهة. يستطيع الطبيب أو اختصاصي التغذية مساعدة المريض بوضع خطة لنظام غذائي غني بالألياف. إذا ما أصبت أخي القارىء بإمساك فعليك تغيير نمط حياتك واتباع التالي عسى أن يساعدك على التخلص من الإمساك، ومنها: تناول كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى غير الغازية وغير المحلاة. قم بممارسة الرياضة بمعدل نصف ساعة يوميا أو 3 ساعات اسبوعياً. لا تتجاهل الحاجة إلى التبرز واعطي عملية التبرز الوقت الكافي. ولا تنسى أن الإمساك عرضاً وليس سبباً لذا لا تنسى أن تزور الطبيب حتى يتوصل للسبب الحقيقي للإمساك عندك وبالتالي معالجة السبب وليس العرض. لا تنس أن تزور الطبيب حتى يتوصل للسبب الحقيقي للإمساك