الشاعر سعد بن ناصر بن مساعد بن حميدان (1251-1356ه)، من آل مساعد أسرة معروفة في بلدة المذنب وعنيزة في القصيم، ولد في المذنب وعاش فيها حتى منتصف العمر، ثم سكن في بلدة نفي طلباً للرزق، وتولى إمامة مسجدها لمدة طويلة من الزمن، كما قام بتعليم الصبيان في مدرسة الكتاتيب القرآن الكريم، وكان يقوم بعقد الأنكحة، ويعالج بالطب الشعبي، وقد اشتهر بين البادية والحاضرة بلقب "مطوّع نفي"، وما زالت شخصيته عالقة في الأذهان خاصة في الذاكرة الشعبية النجدية. وقد صدر له عام 1437ه ديوان ورقي قام بتأليفه الأستاذ مسعود بن فهد المسردي، ويُعد العمل الأول عن سيرة هذا الشاعر النجدي، وقد تصدّر هذا الإصدار مقدّمة شاملة للمؤلف منها: (بدأت سيرة المطوع تلوح لي من بعيد، وعرفت عنه ما لم أكن أعرف في السابق، إذ شدّ انتباهي ما كان يجري بينه وبين صديقه ابن سبيل من مداعبات شعرية ومطارحات تتسم بطابع السخرية والمزاح، فاستوقفتني، وقمت بتقييد كل ما يمر بي من شوارد أبياته وطرائف قصصه، لكن ندرة المعلومات المدونة عنه ظلت حاجزاً أمامي، فلم أستطع إرواء عطشي حيال ذلك، ومن هنا تولدت فكرة تأليف كتاب عنه بوصفه شاعراً عذباً تناقل الناس شعره وأخباره في مجالسهم العام والخاصة) انتهى. وقد احتوى الديوان على أربعة مباحث وملحق، لك مبحث عناوين تندرج تحته، والمبحث الأول حياته، اسم الشاعر، ومولده، ونشأته، وبعض صفاته وأخلاقه، وأسرته، ووفاته، وعائلته، ونبذه عن بلدة نفي ومسجدها وبيته الذي يقع فيها. أما المبحث الثاني: أما المبحث الثاني: تحدث فيه المؤلف عن مكانته الشعرية، وأهم الدراسات التي تناولته. وفي المبحث الثالث: بعض طرائفه وقصصه. والمبحث الرابع: جمع وترتيب المدون من قصائده وشوارده الشعرية. وفي نهاية الديوان اختتم المؤلف بملحق يضم بعض الصور والوثائق التي تتعلق به وبأسرته رحمه الله. والشاعر سعيدان بن مساعد كان من الرجال المعروفين بالكرم والشهامة، ومن الشعراء المتمكنين، وكان شعره يتميز بالفكاهة، وهو صاحب قصيدة "النجر" التي سارت بها الركبان، وقد أنشدها عندما رأى أحد ضيوفه نجره وطلب منه شراءه، وكرر عليه الطلب، فأجابه مطوّع نفي شعراً: نجر المطوّع يوم سامه دغيليب هو يحسب إني جالبه للمبيعه صكوا بي الأجناب هم والأصاحيب قالوا تبيعه قلت والله ما ابيعه باغٍ إلى جونا هل الفطر الشيب أجواد مرفقهم عدو الشريعه اول قراهم دلتين وترحيب ترحيبةٍ سهله ونفسٍ رفيعه عاداتنا بأموالنا نشري الطيب واقفايةٍ عنّي أراها فجيعه وقد عاصر مطوّع نفي صديقه الشاعر عبدالله بن سبيّل، وجرت بينهما مساجلات وطرائف شعرية منها هذه الأبيات التي قالها سعيدان عندما كان يدرِّس الأطفال في كتاتيب نفي ويعلمهم القرآن ومبادئ القراءة والكتابة، وكان من ضمنهم فتاة صغيرة من بنات الشاعر عبدالله بن سبيّل تدعى سارة وعمرها ست سنوات، فكتب في اللوح الذي تحمله معها للكتابة أبياتاً من القوافي الصعبة، وأمرها أن تسلمه لوالدها، وهدفه من ذلك أن يستثير قريحته الشعرية فقال: بديت لي قاف بنيته على الطا حيث إن حرف الطا صعيبٍ شطيطي يا مل قلبٍ عطه الودَّ عطا متبينٍ ما عاد هو بمغطوطي هيض عليّ جويدلٍ ما تغطا ريحة زبادي بمسك مخلوطي يا شبه غرنوقٍ معه فرق بطّا توّه وحس نَزْل البحر والشطوطي كنّه على شوك الهراس يتوطّا ولا الميابر يوم بالرجل يوطي ليته يواجهني .. وهو ما تغطّا أشوف مجدولٍ زهته المشوطي فما كان من الشاعر عبدالله بن سبيّل إلا التصدي لهذه الأبيات؛ حيث أمر طفلته أن ترجع اللوح إلى سعيدان بعد أن كتب عليه هذين البيتين: مطوّعٍ يا مال كشف المغطّى يا خذ على رقي المنابر شروطي شَرْهٍ على ورعٍ وهو ما تغطى يلعب مع الورعان بأم الخطوطي مسعود المسردي غلاف الإصدار