سادت أجواء مريحة ومعتدلة في الأسواق النفطية بعيد سريان العقوبات المفروضة على النفط الإيراني من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية، مدعومةً بالعديد من التوقعات التي تشير إلى توفر الإمدادات النفطية وارتفاعها بمقدار مليوني برميل يومياً في العام 2019م حيث إن آفاق الخفض للمستويات السعرية هي الأقرب من الارتفاع بحسب توقعات خبراء ومحللي الصناعة النفطية العالمية. ويرى خبير نفطي أن الفروقات ستتسّع بين النفوط الخفيفة والثقيلة خلال العام 2019م مع وجود نمو في المعروض النفطي من قبل منتجي النفوط المتوسطة والثقيلة، وقال المحلل النفطي، د. محمد الشطي: تم الإعلان عن الدول الثمانية التي تم منحها فترة سماح مؤقتة 180 يوماً تستطيع من خلالها شراء النفط الإيراني، ولكن هناك قيود على طريقة تسوية المبالغ وطريقة الدفع التي ستتم مراقبتها، وهي تشمل أن يتم الدفع فقط لحساب المواد الإنسانية التي تشمل الغذاء والدواء والمواد الأساسية، وبالتالي لن يكون هناك دفع مباشر للحكومة الإيرانية، فبهذه الطريقة يتم ضمان وصول النفط إلى الدول الحلفاء والصديقة، لذلك فإنه على الرغم من أجواء الانفراج في السوق النفطية بخصوص عدم وجود نقص كبير في السوق لا يمكن تعويضه إلا أن الأمر ليس سهل التطبيق على أرض الواقع فهو من الأمور التي سيتم مراقبتها في الأسواق النفطية. وتابع الشطي قائلاً: من الفوائد المباشرة للعقوبات المفروضة على إيران من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية هي الخفض في أسعار الجازولين بالولاياتالمتحدة وهي في أدنى مستوياتها مع بدء انتخابات مجلس الشيوخ والكونغرس الأميركية، ويحدث هذا رغم دخول عدد من طاقة التكرير برامج الصيانة وتشير توقعات بعض مراقبي الأسواق النفطية إلى أن حالة الفروقات التي جاءت لصالح المنتجين خلال الأشهر الماضية مع نقص كبير في إمدادات النفوط المتوسطة والثقيلة مقابل ارتفاع في حجم النفوط الخفيفة، إلا أن هذا الوضع سيتبدل ربما في ضوء توقعات اتساع الفروقات بين النفوط الخفيفة والثقيلة خلال العام 2019 مع ارتفاع المعروض من قبل المنتجين للنفوط المتوسطة والثقيلة. وأوضح أن افتراضات ورؤى بعض دراسات صناعة النفط تشير إلى أنه وعند إجراء مقارنة بين الإمدادات من النفط الخام والمكثفات في شهر أكتوبر للعام 2018م مقابل العام 2016م يتضح ارتفاع مستوى الإنتاج في كلٍ من روسياوالولاياتالمتحدة الأميركية إلى مستويات 11,4 مليون برميل يومياً أو زيادة إجمالية مقدارها 3,1 ملايين برميل يومياً مقابل خفض إجمالي في إنتاج إيران وفنزويلا بمقدار 1,1 مليون برميل يومياً، ممّا يعني أن السوق تشهد ارتفاعاً في الإمدادات النفطية بمقدار مليوني برميل يومياً من دون أي اعتبارات لأي اتفاق جديد محتمل لخفض الإنتاج، وهذا يعني اختلالاً متوقعاً في ميزان الطلب والعرض وضغوط على الأسعار خلال العام 2019م. وأضاف الشطي بعموم القول فإن التوقعات الحالية تشير إلى وجود آفاق خفض لأسعار النفط الخام خلال العام 2019م هي أكبر من آفاق ارتفاعه، وهو ما يعني دعم توقع أسعار نفط خام الإشارة برنت ليكون بين 70 - 75 دولاراً للبرميل مع توقع بقاء صادرات النفط من إيران ضمن نطاق 1 - 1,5 مليون برميل يومياً، وبالتالي سيمثّل عاملاً رئيساً في تخفيف حالات القلق بداخل السوق حول كفاية الإمدادات النفطية، كما أن هنالك أجواءً إيجابية تدعم أسعار النفط منها توقعات تحسّن في التجارة بين الولاياتالمتحدة الأميركية والصين. د. محمد الشطي