هل هناك حلول لقضية السرقات والانتحال العلمي نراها قريبا؟ جميعنا يعرف أن الضمائر اذا غابت, حضرت المفاسد كلها, وأن من أمن العقوبة أساء الادب, شدني مقال كتبه أ.د. ياسر عبدالجليل أحمد رئيس قسم بكلية الطب البيطري بجامعة جنوب الوادي, وضح في مقالته أن مشكلة الانتحال العلمي باتت تطفو على السطح, وبرر ذلك بنقص الوعي ومهارات البحث العلمي لدى الباحث, وذكر عددا مهولا من الاوراق العلمية المقدمة الى أحد دور النشر رفضت بسبب الانتحال العلمي. وأفصح بأن مصر من بين الدول التي لديها أعلى معدل للانتحال العلمي. لو كان هناك رادع أقلها الفصل من الجامعة والتشهير بنفس المجلة وعقاب حقيقي لهذه السرقات والتعدي على حقوق الاخرين الفكرية سيستمر هذا الخطر الذي بات كالمرض ينتشر ويهدد الوسط الاكاديمي؟ قبل أيام معدودة رأيت على منصة التويتر خبر بسحب الجائزة التشجيعية للانتاج العلمي من دكتورين بجامعة الكويت بعد ادانتهم بسرقة ابحاث علمية منشورة في مجلات علمية محكمة. فهل أن الاوان ليتطهر الوسط العلمي من الفساد؟. هل الوسط الاكاديمي الذي نراه من ارقى الاوساط التعليمية واعلاها سيكون واقعا لانتشار هذا البلاء الذي يهدد مستقبل جامعاتنا؟ حيث أن تأكيد الدكتور هشام الهدلق مشرف البحث والتطوير في وزارة التعليم على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتسريع النمو الاقتصادي, وهذا يدفعنا إلى تسليط الضوء على واقع البحوث العلمية في المملكة, والحلول هنا تختزل في التشديد على الوعي من خلال الطرح الاعلامي, وتذكير الاكاديميين والباحثين بأهمية الامانة العلمية والرسالة الانسانية في البحوث وغرس هذه الامانة والقيم من الصفوف الدراسية الاولى حيث أن ثقافة الامانة العلمية من اساسيات التعليم, وفرض أشد العقوبات والروادع لكل فاسد وأن تقام هذه الحرب ضد كل الجبناء العاجزون عن إظهار الحقيقة والمتخفون خلف ذلك وملاحقة المراكز التي تقدم خدمات للباحثين إن لم تكن هي من كتبت البحوث عنهم, الكثير من المطالبات بإعطاء هذا الموضوع حقه والعمل على إنشاء جهة متخصصة لحل هذه المشكلة وقضايا الفساد العلمي لمستقبل تعليم واعد يوافق الرؤية والتطور الذي تسعى الدولة لتحقيقه.