زيارة كريمة من رجل كريم، تحمل في طياتها مدلولات المسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وتثري في أبعادها جوانب التنمية والتطوير، وبناء مقوماتها على مختلف أوجهها نحو مزيد من الرفعة والسؤدد لهذا الوطن. إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمنطقة القصيم وما سبقها وما سيتلوها من زيارات مماثلة لمناطق أخرى من هذا الوطن الغالي، إنما تمثل روح التواصل بين القيادة والشعب، وتثري في مجملها مكاسب تنعكس على تطوير أوجه التنمية التي تستهدف حياة المواطن وإسعاده، وخلق فرص اقتصادية تستجيب لمتطلبات المرحلة التي بدأت تتشكل معالمها، لتفرض حيزاً كبيراً من التخصص، يسهم في تكريس الممارسة المهنية الجادة لمواجهة مد العولمة الاقتصادية بكل أشكالها. ولعل هذه اللغة المدركة لحجم التنافس الاقتصادي العالمي بكل أشكاله، كانت الهاجس والدافع لدى رائد الصناعة لتهيئة هذا المناخ بكل متطلباته، بدءاً من تطوير المعرفة من خلال الجامعات وكلياتها المتعددة، لكي تثري السلوك العلمي والمعرفي لدى أبناء هذا الوطن العزيز. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - استطاع خلال فترة أقل من الوجيزة، أن يرسم ملامح المرحلة المقبلة - بإذن الله - لهذا الوطن بكل صورها، وبشكل يتيح للمراقب أن يستوعب الوجهة التي تتجه إليها خطة العمل المستقبلية بشكل لا يحتمل أي نوع من أنواع التأويل.. فلعل ما يميز هذا المشروع التنموي الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أننا نشهد التنفيذ قبل الحديث عن ماهية المشروع، وهذا قفز فوق مرحلة ما بين التخطيط والتنفيذ، بل إنه يؤكد أن التخطيط والتنفيذ خرجا بقرار حازم واحد، لا يحتمل أي نوع من أنواع الإبطاء والتململ، ما يفرض على الجميع الجدية في الفهم والاستيعاب، والتعامل بشكل صارم مع متطلبات هذا الواقع الاقتصادي الجديد، لاستثماره وجني ثماره وفق الخطة والهدف الذي تشكل من أجله هذا المشروع الاستراتيجي الناهض. إن الملك سلمان بن عبد العزيز القائد الفذ، الذي استجابت همته الجادة بكل صدق وعزيمة لتحقيق الآمال الوطنية عبر هذا المشروع التنموي الخلاق الكبير، قد لامست هموم شريحة أخرى من المواطنين مشاعره النبيلة، فقد تعامل معها - حفظه الله - بروح الأب الحاني، فتجلت في كثير من المواقف إنسانيته كقائد يمتلك الإحساس بالمسؤولية نحو هموم مواطنيه وما يشغل بالهم، والعمل على صياغة برامج تضميد جراح من مسهم الفقر، ومن جار عليهم إسقاط مجازفات وطموح الثراء. إن هذه الصورة الذهنية الناصعة، التي ترسخت نحو شخصية الملك سلمان بن عبد العزيز على المستوى المحلي، ظهرت منذ وقت مبكر في تفاعله بشكل واضح مع هموم وآمال وقضايا محيطه العربي والإسلامي بكثير من المسؤولية التي تفرضها القيمة الكبيرة للمملكة العربية السعودية في محيط العمل العربي المشترك والقيادة الإسلامية. نسأل المولى القدير، أن يحفظ قائدنا وراعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك الحزم والعزم، ليواصل تحقيق أمل المواطن وتطلعاته، كما نسأله جلت قدرته أن يحفظ سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يحفظ بلادنا من عبث العابثين وكيد الكائدين، وأن يكلل جهود كل العاملين المخلصين لخدمة وطننا الغالي، كما يسرني بهذه المناسبة العزيزة، أن أشيد بجهود صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز وسمو نائبه، ومهنئاً سموه الكريم بسنة حافلة من الإنجازات منذ تعيينه أميرا لمنطقة القصيم. * رئيس لجنة أهالي البكيرية