أكد خبراء أن تدخل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإنقاذ اليمن، جاء بمثابة طوق النجاة للمنطقة بتحصينها من مشروع فارسي استهدف جرها إلى مستنقعات من الحروب الأهلية، واجتثاث هويتها العربية مقابل صناعة الميليشيات الإرهابية المسلحة، ونشر مخططات التفريس والتمذهب. وأوضح الخبراء في تصريحات خاصة ل»الرياض»، أن إنقاذ التحالف العربي لليمن قد أزال التهديدات الإيرانية الحوثية للعمق السعودي ودول الخليج ولمضيق باب المندب وقناة السويس الحيوية بالنسبة لمصر، وعمل على تأمين منطقة القرن الأفريقي التي تعد بوابة عبور للقارة السمراء. بدوره قال الشيخ اليمني اللواء عبدالواحد الدعام الذي عاصر أجيالاً يمنيةً متعددةً وحقباً زمنيةً من التاريخ اليمني: «دور المملكة وقوات التحالف في اليمن دفاع مقدس عن معنى العروبة، وجنّبها ويلات الجرائم الحوثية، وحافظ على نظامها الجمهوري، وجاء كجراحة ناجحة لمنع السرطان الفارسي من التمدد بالبلاد وإغراقها في مستنقعات من الحرب الأهلية، موضحاً أن التحالف قدم ملاحم عسكرية واقتصادية وسياسية وإغاثية لليمن». وأشار الدعام إلى أن التدخل العربي لإنقاذ اليمن سيبقى في ذاكرة الأجيال العربية كدور كبير في تجاوز الكرب الذي مرت به البلاد من ممارسات حوثية قضت على الحرث والنسل. موضحاً أن المليشيا الحوثية قدمت يمن العروبة على طبق من ذهب للفرس، وجعلتها مصدر تهديد دائم للعالم العربي. مضيفاً، رحم الله شهداء الجيش الوطني اليمني، وشهداء قوات التحالف العربي، وشفا الله الجرحى والمصابين. فيما ترى د. نوره أحمد الخبيرة في الشؤون الإيرانية، أنه لولا عملية عاصفة الحزم لما تمكنت الدول العربية من مواجهة الحوثيين الذراع الإرهابي الإيراني باليمن، ولما تمكنت من تخريب السياسة الإيرانية التمددية في المنطقة العربية، موضحة أن هذا التدخل ضد السياسات الإيرانية حدث فقط في اليمن، بسبب حساسية وضعها بالنسبة للمنطقة كلها، على الرغم من النفوذ الإيراني المتواجد في سورية والعراق ولبنان، والذي لم يواجه نفس التحدي من قبل الدول العربية، سوى عبر الأروقة الدبلوماسية نظراً لأن خطورته أقل حدة من المشهد اليمني. وأضافت، اليمن تختلف عن غيرها من الدول العربية فكانت حالة خاصة حيث قررت الدول العربية وخاصة المملكة التصدي لهذا الخطر الإيراني لأن هذا الخطر يؤثر على أمن المملكة بصفة خاصة وعلى الخليج العربي بصفة عامة. وأكدت الخبيرة في الشؤون الإيرانية أنه لولا عاصفة الحزم وتدخل التحالف العربي لإنقاذ اليمن؛ لتحولت الأخيرة إلى إمارة أو ولاية إيرانية، وما يتبعها من عملية تفريس لمناحي الحياة في البلاد، وتوسع النفوذ والطموح الإيراني وامتداده إلى بقية دول الخليج. وأردفت، من هنا جاءت عملية عاصفة الحزم كحائط صد منيع للتمدد الإيراني من خلال محطة اليمن، وتكسير للهيبه الإيرانية في اليمن وبمثابة إغراق للدور الإيراني ولأهدافه. أما اللواء جمال مظلوم الخبير الأمني والاستراتيجي، أكد أن تدخل التحالف العربي لإنقاذ اليمن، ساهم في إزالة أخطر تهديد للملاحة البحرية العالمية عبر باب المندب، وتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس المصرية الرافد الاقتصادي الهام لمصر، ومنع التهديد الإيراني للعمق السعودي. وأوضح مظلوم أن المملكة وقوات التحالف ساهمت في تأمين منطقة القرن الأفريقي وعمق قارة إفريقيا من محاولات الهيمنة والتوسع الإيراني في القارة السمراء، مشيراً إلى أن ما حدث باليمن من إنجازات عسكرية وإغاثية منع الدول العربية من السقوط إلى الهاوية والدخول في معترك حروب مدمرة تقودها إيران من الأراضي اليمنية، بعدما نجحت في تهريب وتخزين السلاح بها منذ الحرب اليمنية السادسة وحتى الانقلاب الحوثي على الشرعية. Your browser does not support the video tag.