حسب إحصائيات منظمة الهجرة الدولية وصل إلى أوروبا هذا العام 32 ألف مهاجر، وفي العام الماضي بلغ عدد طالبي اللجوء أكثر من 728 ألف شخص، وهذا العدد في تناقص بالمقارنة مع مؤشرات العام 2016 الهائلة حيث بلغ 1.3 مليون طلب، وأثناء القمة الأوروبية الأخيرة في نهاية شهر جون 2018 توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن الهجرة وتعزيز الحدود، وضح فيه سيطرة موقف اليمين المتشدد تجاه اللاجئين بعد اتفاقات متعثرة من عدة سنوات، وبعدما كان الحديث عن ضرورة المشاركة وتوزيع اللاجئين على الدول الأوروبية بحصص عادلة، اتفقوا على أن استقبال المهاجرين يكون على أساس تطوعي. أصبحت قضية الهجرة محل خلاف كبير بين دول الاتحاد الأوروبي، حيث رفض قادة دول مجموعة فيسغراد «بولندا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا» المشاركة في سياسة الاستقبال، وشددوا على التخلي عن التضامن المفروض من خلال حصص المهاجرين، وكذلك التشيك والنمسا رفضتا استقبال اللاجئين على أراضيها، وتتحدثان عن ضرورة التصدي للهجرة غير الشرعية. والجدل الآن هو حول تأمين أفضل للحدود البرية الخارجية للاتحاد الأوروبي، حيث يطالبون برفع مستوى الأسلاك الشائكة، وتريد المفوضية تعيين 10 آلاف حارس حدودي لإثارة الانطباع بأن أوروبا محصنة جيداً، والأمر المهم متعلق بإغلاق الطريق البحري عبر البحر المتوسط، حيث طالبوا بسفن دوريات إضافية لبلدان أخرى من الاتحاد الأوروبي وبالتحديد فرنسا، لذا اقترحت المفوضية الأوروبية تخصيص نحو 35 مليار يورو ضمن ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة 2021 - 2027 لتطبيق السياسات في مجال الهجرة، وهذا يزيد بثلاثة أضعاف على المبلغ الوارد في الخطة الحالية للأعوام 2014 - 2020. الحل الوسط المطروح أيضاً مبني على «مقاربة جديدة» من خلال دعم الاتحاد الأوروبي لخفر السواحل الليبي لصد المهاجرين داخل البحر قبل وصولهم إلى أوروبا، وكذلك إقامة معسكرات للمهاجرين خارج أوروبا خاصة في شمال إفريقيا بالذات في ليبيا والمغرب بهدف ردع المهاجرين عن اجتياز المتوسط، وفي مصر يوفر الاتحاد الأوروبي وألمانيا خاصة منحاً دراسية للاجئين لمنعهم من التفكير في الهجرة إلى أوروبا. ترمب أيضاً انتقد بشدة السياسات الأوروبية في مجال الهجرة، واعتبر السماح بدخول آلاف المهاجرين «خطأً كبيرًا»، وأن المهاجرين أنفسهم «تحدٍ للثقافة» الأوروبية، وعلى خلفية كل هذه التطورات لا يوجد ما يدعو للتفاؤل بشأن مصير اللاجئين في أوروبا، حيث لا تزال قضايا المناطق التي يأتون منها عالقة، وحل قضية الهجرة لايزال مرهوناً بنجاح الدول الأوروبية في تجاوز خلافاتها، علماً أن كل دولة لها حسابات سياسية واقتصادية خاصة بها.. والسؤال: ماذا ينتظر المهاجرين في حال عدم إيجاد حل؟ Your browser does not support the video tag.