قبل التضليل الإعلامي في أي حملة موجهة هناك أيديولوجيا تغذّي أفكارها، ومواقف مسيّسة تنحاز لها، واستثمار رخيص للأحداث والأزمات تنطلق منها، وكل ذلك وفق أهداف محددة، ونوايا مبيّتة، وأجندات مدعومة من أطراف متعددة لتعميق الصراع، وتحصيل المصالح على أساس من الابتزاز والمساومة، والدخول في معركة منزوعة القيم لمحاولة كسبها، وتأزيم الرأي العام وإثارته لإضفاء مزيد من الزخم، والتدفق الكاذب للأخبار لما هو مطلوب تحقيقه بأسرع وقت. الإعلام المضلل في أزمة جمال خاشقجي –رحمه الله- استغل حادثة مؤسفة وغير مبررة لمحاولة النيل من المملكة وقيادتها، وتشويه صورتها، وإضعاف مواقفها السياسية في المنطقة، وتعطيل مشروعها الاقتصادي؛ فلم يكن الهدف البحث عن الحقيقة التي أعلنتها المملكة بكل وضوح وشفافية، واعترفت فيها بكل التفاصيل، وتوعدت مرتكبيها بالمحاسبة العادلة، ولكن الهدف تضليل الرأي العام الدولي من حادثة ارتكبها أفراد إلى محاولة اتهام النظام، وهذا أخطر أنواع التضليل؛ حين يقفز الإعلام من مجرد ناقل للمعلومة أو باحثٍ عنها إلى شريك في تلوينها، والتشكيك في مصداقيتها لتحقيق أهدافه التي لم تعد خافية!. اليوم تنظم جامعة الإمام ندوة مهمة في مضمونها وتوقيتها عن (التضليل الإعلامي في الحملات الإعلامية الموجهة ضد المملكة ودور المؤسسات التعليمية والإعلامية في مواجهتها)؛ برعاية ومشاركة من مدير الجامعة د.سليمان أبا الخيل، ونخبة من الأكاديميين والمهنيين المتخصصين، ومتابعة من سمو عميد كلية الإعلام والاتصال د.سعد آل سعود، حيث تشكر الجامعة على حسّها الوطني ومشاركتها الفاعلة مع مؤسسات المجتمع؛ لتوضيح أهداف الحملة الإعلامية المسيّسة التي تدور رحاها إلى اليوم ضد المملكة، وكشف أبعادها، وكيفية التصدي لها، كما تعطي انطباعاً مهماً عن وعي مسؤولي الجامعة في قراءة المشهد العام، والوقوف مع قيادتهم، ووطنهم في ظرف بالغ الحساسية والتعقيد. مهم جداً أن تتحرك مؤسسات المجتمع في الداخل، وسفارات المملكة في الخارج، مدعومة من السلطة التنفيذية؛ لتنظيم فعاليات إعلامية وعلمية وسياسية تتصدى لحملة التضليل التي تواجهها المملكة، وتعرية أجنداتها، ومن يقف خلفها، وقطع الطريق على مزايداتها الرخيصة، والتأكيد على الخطوات التي اتخذتها المملكة في أزمة خاشقجي، وقبل ذلك مواقفها المشرفة في أمن واستقرار المنطقة، ودورها المحوري في اقتصاديات العالم. أهم خطوة في مواجهة حملة التضليل الإعلامي ضد المملكة هو تعرية مواقف وتوجهات جماعة الإخوان الإرهابية التي هي أساس كل بلاء وفتنة، ثم التأكيد على أنه لا يوجد إعلام محايد مهما كانت بيئته الاتصالية ديمقراطية أو شمولية، وإثبات أن المنظمات والهيئات الدولية مسيّسة، والعالم الذي يدعي حريته يبقى في النهاية منحازاً لمصالحه، وبعد تجلية تلك المفاهيم الضرورية؛ نرسم سبيل المواجهة التي تبدأ من تقوية الروح المعنوية للجبهة الداخلية وتعزيز مواقفها الصلبة، وصولاً إلى آليات الخطاب وممارسته في الخارج أكثر من الداخل. Your browser does not support the video tag.