كشفت المواد الإعلامية لقناة الجزيرة القطرية عن إستراتيجيات عمل متفاوتة ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث كانت المواجهة مباشرة مع مصر والإمارات، بينما في البحرين لا يزال التركيز على ردود الفعل الصادرة من مسؤوليها هناك، أما السعودية فلا تزال القناة تناور في هامش محدود، وتحتفظ بخطوط رجعة معها، من دون أن تخسر مواقفها، أو تتجاوز ما هو مطلوب منها في هذه المرحلة. وفي التفاصيل نرى أن قناة الجزيرة تفتح ملفات مثيرة ومشوهة عن دولة الإمارات، بدءاً من التسريبات المفبركة لسفيرها في واشنطن، وملف حقوق الإنسان، والحرب في اليمن، وليبيا، والعلاقة مع إسرائيل، وغيرها من الموضوعات التي لا أساس لها من الصحة، ولكنها محاولة للتشويش السياسي والشعبي على التحرك الإماراتي الدبلوماسي مع أشقائها في المنطقة، حيث اختارت الجزيرة موقفاً عدائياً من الإمارات، ومثلها مصر التي تمثّل لها عقدة خاصة بعد أن خسر الإخوان مواقعهم، وعادت الدولة إلى مسارها الصحيح بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. موقف القناة من السعودية لا يزال حذراً، وانتقائياً في عمليتي التمرير والإسقاط غير المباشر، حيث تناور في ملفات اليمن، والاقتصاد، وإيران، والإرهاب، وتحاول أن تنقل ما يُكتب أو يثار عن المملكة عن تلك الموضوعات من مصادر غير محايدة، أو وسائل إعلام مأجورة، وتنسب المصدر إليهم، وتتهرّب من المسؤولية، وهي محاولة مكشوفة للضغط الإعلامي الرخيص، والسعي إلى تمرير رسائل سياسية قطرية إلى قيادة المملكة تحديداً. نحن في المملكة لسنا قلقين من الجزيرة، ولا تمثّل لنا هاجساً، أو فزّاعة كما هم يتوهمون ويخططون، ولا نفرّق بين ما هو مباشر أو غير مباشر، لأن المحصلة واحدة بعد أن تعرّى مشروعها، وأجنداتها، وانحيازها لإيديولوجيا الإخوان. ولكن نستعرض توجهات قناة الجزيرة من أزمة قطر حتى يدركوا هم أنفسهم أننا نعي، ونفهم لعبة الإعلام، ونوصل معها صوتنا إلى شعبنا في المملكة والخليج والدول العربية الأخرى من أن قناة الجزيرة تكذب على الملأ، وتفرض دورها الشعبوي في تمرير خطابها المسموم للفتنة، وإثارة الرأي العام، وترّوج ما هو أسوأ في تأزيم الشعوب. ويبقى الأهم أن تدرك قناة الجزيرة أن ما يثار إعلامياً على مصر أو الإمارات أو البحرين هو أيضاً يمس السعودية؛ لأن هذه الدول الأربع في خندق واحد أمام قطر الداعمة للإرهاب وتمويله، وستبقى على مواقفها إلى أن تتحقق مطالبها، ولن يكون هناك تراجع أو تردد، مهما بذلت الجزيرة من حملات ونشر أكاذيب وهي في طريقها إلى السقوط.