ستحرم الإصابة الأرجنتيني ليونيل ميسي من الدفاع عن ألوان فريقه برشلونة، ما يفقد المباراة الكثير من رونقها بالنسبة إلى مشجعي النادي الكاتالوني، لا سيما منهم من عبروا المحيطات لرؤيته يلعب. وتعرض أفضل لاعب في العالم خمس مرات لكسر في الساعد الأيمن نهاية الأسبوع الماضي في مباراة ضد اشبيلية في المرحلة التاسعة، وسيغيب لثلاثة أسابيع، وعلى رغم أن الخصومة التاريخية بين الناديين الكاتالوني والملكي تعود إلى أكثر من قرن، إلا أن غياب ميسي، بكل سحره وألقه ومراوغاته وأهدافه، يجعل مشجعي برشلونة، عشرات الآلاف في الملعب والملايين خارجه، يشعرون بغصة عدم حضوره في أبرز عنوان للموسم الكروي. في الجهة الغربية خارج ملعب كامب نو، يقف أحد الباعة وقد علق خلفه قمصانا تحمل الرقم 10 الخاص بميسي. ويقول البائع: «سنظل نبيع قمصان ميسي حتى بعد 20 عاماً من اعتزاله». يضيف رداً على سؤال عما تعنيه المباراة في غياب الأرجنتيني البالغ من العمر 31 عاماً، والذي لم يعرف في مسيرته الاحترافية نادياً غير الكاتالوني، أنه «لا يوجد («كلاسيكو»)» من دون ميسي. طبع ميسي «الكلاسيكو» بلمسته في العصر الحديث، وخاض 38 مباراة ضد ريال مدريد سجل فيها 26 هدفاً. وعندما أمسك بذراعه متألما ضد إشبيلية، أثار قلق المشجعين من مصير ما لبث أن أكده برشلونة بعد وقت وجيز: «الكلاسيكو» الأول لهذا الموسم سيكون دون ميسي. لم يشكل غياب ميسي خيبة أمل للمشجعين الكاتالونيين أو الإسبان فقط، بل أيضاً لملايين من محبي النادي حول العالم، ومنهم مايلز، المشجع المقيم في شمال كندا، على بعد ثمانية آلاف كلم من برشلونة. بلغ إعجاب مايلز بميسي حد وضع اسمه على لوحة تسجيل سيارته، وقطعه المسافة بين البلدين في رحلات جوية امتدت 19 ساعة لمتابعة المباراة من أرض الملعب (بكلفة نحو 1200 دولار أميركي لكل منهما)، إضافة إلى 1000 يورو (نحو 1140 دولاراً) لبطاقتي المباراة. يشجع مايلز النادي منذ ستة أعوام، ولم يعرف في صفوفه لاعباً بنجومية ميسي الذي يدافع عن ألوان الفريق الأول منذ موسم 2005-2006. ويقول: «أعتبر نفسي مشجعاً كبيراً لبرشلونة، إلا أنني مهووس بميسي». يضيف «القول إنني صعقت عندما تعرض للإصابة هو تقليل من شأن ما شعرت به في سيناريو تكون مشاركة ميسي في المباراة مضمونة، كنت مستعداً لأن أدفع أكثر من ألفي دولار ثمن تذاكر السفر». ما يثير قلق بعض المشجعين أيضاً، هو التفكير أن ميسي قد لا يبقى على أرض الملعب لأعوام طويلة، بعدما أتم هذا الصيف على هامش نهائيات كأس العالم في روسيا، عامه الحادي والثلاثين. وعلى رغم أنه لا يزال في كامل لياقته ولم يسجل تراجعاً في لمحاته الأخاذة، إلا أن منطق كرة القدم يفرض أن ما يبقى من مسيرته هو أقل مما انقضى. خيبة أمل بالنسبة إلى لوكاس القادم من ولاية تكساس الأميركية للاحتفال في إسبانيا بالعيد العاشر لزواجه، رؤية ميسي يلعب كانت فرصة لا تتكرر. ويقول الرجل الذي دفع 1400 دولار أميركي ثمناً لبطاقة المباراة «كنت أعرف أنها فرصة لن تتكرر في حياتي اعتقدت أنها ستكون المرة الأولى، وعلى الأرجح الوحيدة، التي سأتمكن فيها من رؤية ميسي يلعب». حتى في أوساط الإسبان الذين لا يحتاجون إلى قطع المسافات ذاتها لرؤية ميسي، يشكل غيابه عن مباراة الغد خيبة من غير السهل تعويضها. حضرت مارتا مع شقيقها خافيير من تينيريفي في جزر الكناري، لمتابعة مباراة الفريق الذي يشجعانه منذ الطفولة. وتقول مارتا «نشجع برشلونة دائماً، لكننا نحب ميسي كان أملنا دائماً أن نرى برشلونة في كامب نو، لكن كنا متحمسين بشكل إضافي لرؤية أفضل لاعب في التاريخ. الإصابة ضد إشبيلية أصابتنا بخيبة أمل». حتى من الأرجنتين، حضر مشجعون لرؤية ميسي، ومنهم لاوتشا الذي يقول: «أنا مشجع لبوكا جونيورز وكلفة السفر إلى إسبانيا كانت كبيرة، لكن ميسي هو ميسي لعل هذه الفرصة لن تتكرر بالنسبة إلي». يضيف «الأمر يؤلمني في الصميم». Your browser does not support the video tag.