جاء قرار تكليف المدرب الوطني للعمل مساعدًا لمدرب الفريق الأول للأندية المشاركة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين إلزاميًا، لمنح الفرصة للمدرب الوطني لاكتساب الخبرة الكافية من خلال الاحتكاك بالمدربين العالميين الذين تعاقدت معهم الأندية، وتقديم المدرب الوطني كل ما لديه من الخبرات التي اكتسبها والدورات والبرامج التدريبية التي حصل عليها خلال الأعوام الماضية، ومنذ انطلاق أولى جولات الدوري ومع بداية مشاركة الفرق غابت عن الأندية أسماء كبيرة في عالم التدريب، ولم تتواجد لتتم الاستفادة من هذه الفرصة. "دنيا الرياضة" طرحت أسئلة عدة على المختصين في هذا المجال من مدربين وطنيين وإداريين، ومدى استفادة المدرب الوطني من هذا القرار، وكيفية تعامل المدرب الأجنبي مع تواجد المدرب الوطني مساعداً له؟ البدين: القرار إيجابي في البداية اعتبر المدرب الوطني ومساعد مدرب المنتخب السعودي السابق فيصل البدين أن قرار تواجد مدرب سعودي مساعد لكل جهاز فني أمر إيجابي، ولكن لا يزال تنفيذه لم يأخذ الأبعاد الكافية لهدف القرار، وهذا يعود لبعض الفرق والإدارات التي تعاملت مع القرار ونفذتها من دون قناعة تامة، وليس إيمانًا منها بالهدف والفكرة من جميع النواحي. البدين: بعض الفرق نفذت من دون «قناعة» عنبر: على مسؤولي الأندية إدراك أهمية المشروع الجعيثن: القرار لم يفعل بالشكل المطلوب المصيليخ: هناك أسماء لم يسبق لها تدريب ناشئين وأضاف "مع مرور الوقت سيكون القرار أكثر تطورًا وسيصبح للمدرب الوطني مكانة وقيمة طالما منح الفرصة الأولية، وأتوقع زيادة فرصة حضور المدرب الوطني كمدير فني مستقبلًا والثقة به سترتفع، كما هو الحال مع الكابتن بندر باصريح الذي وضعت به الثقة لقيادة فريق الاتحاد، على الرغم من الظروف الفنية السيئة التي يعيشها الفريق، ومع ذلك رأينا تحسنا ملحوظا على أقل تقدير بغض النظر عن النتائج". وعن ارتياح المدربين الأجانب لتواجد السعوديين للعمل معهم، أجاب "هذا الأمر يعود لسياسة إدارة النادي وكيفية طريقة تعاملها مع المدرب، ثم تعود للمدرب الأجنبي ومدى تقبله للعمل مع مدرب ليس من أعضاء طاقمه الفني الذي اختاره، ويتبقى دور المدرب الوطني ومدى اجتهاده وحرصه، وعمله الذي من خلاله يبرز إمكاناته الفنية ليجد الثقة من مدير الجهاز الفني، ويكون عنصرًا هامًا في تشكيل الطاقم الفني للفريق". عنبر: الأجنبي يستفيد من الوطني وأوضح المدرب الوطني يوسف عنبر أن القرار يثبت سعي الهيئة العامة للرياضة لفرض تواجد المدرب الوطني في أقوى المسابقات، ويجب أن يعي مسؤولو الأندية مدى أهميته، فهو يَصْب في مصلحة المدربين الوطنيين ووضعهم على الخارطة التدريبية ليتسنى لهم إبراز قدراتهم التدريبية عملياً. وحول استفادة المدرب من هذا الأمر قال عنبر: "هذا يرجع في المقام الأول والأخير للمدرب السعودي وفكره التدريبي ودرجة تأهله واستعداده الفني وشخصيته التدريبية وتواصله الفعّال مع المدرب الأجنبي، وتعتبر معايشة تدريبية مع مدربين أصحاب خبرة أوسع وأشمل بالتدريب". وأضاف "من الممكن أن نشاهد المدرب الوطني يستلم الفريق الأول، وقد شاهدنا ذلك في الاتحاد، وكنت أتمنى إعطاء الفرصة بشكل كامل". وأشار عنبر إلى أن المدرب الأجنبي يستفيد من المدرب الوطني الناجح والذكي، ومن مصلحته الاستفادة من جميع الكوادر الفنية التي تعمل معه، وتواجد مدرب وطني سعودي سيفيد المدرب الأجنبي في الأمور الاجتماعية والبيئية، ويساعده في فهم ما يدور حوله. واختتم عنبر حديثه بتقديم الشكر لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ ودعمه لهذا المشروع الذي سيصب في مصلحة المدرب الوطني ورياضة البلد. القرني: الفائدة لرياضة الوطن من جانبه أكد مدرب شباب الوحدة السعودي محمد القرني على أن القرار يصب في مصلحة المدرب السعودي الذي يبحث عن الفرصة في وقت سابق، والآن أصبح له تواجد جيد إلى حد ما في الأندية السعودية. وقال: "هذا القرار يأتي امتداداً للقرارات التصحيحية والداعمة لرياضة الوطن من قبل الهيئة العامة للرياضة، كما أن الاستفادة من القرار يجب أن تتوفر فيها عوامل عدة من أهمها وقوف إدارة النادي مع المدرب ودعمه والصبر على البداية، خصوصًا أن الخبرة تحتاج إلى وقت للمضي في طريق النجاح". وحول فرصة تولي المدرب للفريق الأول أجاب "دائماً يتخوف مسؤولو الأندية من هذه الخطوة، ولكن تحتاج الى الثقة قبل كل شي، كما أن على المدرب أن يواصل عمله في الاستفادة من الخبرات ودراسة كثير من النماذج الناجحة في التدريب". وأشار القرني إلى أن المدرب الأجنبي عندما يحضر إلى السعودية يحتاج إلى ما يسمى بالدليل، فالمدرب الوطني في هذه اللحظة يكون جسر التواصل بينه وبين المجتمع المحيط به لتسهيل عملية الاندماج، والاستفادة منه في بعض الأمور والنقاط. واختتم "يجب أن يوفر للمدرب الوطني الاحتكاك بالخبرات العالمية، والعمل على احتراف المدربين كما يحصل للاعبين لكي تكون العملية تكاملية بين الجميع وبالنهاية الفائدة تكون لرياضة الوطن". الجعيثن: الاستفادة محدودة وقال المدرب الوطني بندر الجعيثن: "قرار تعيين المدرب الوطني لم يفعل بالشكل المطلوب، فكثير من الأندية تضع مدربين لم يسبق لهم العمل في الميدان بشكل كبير، حتى يشرفوا على نادٍ في دوري المحترفين، وهل المدرب الأول سيسمح له بإبداء الرأي؟ وهذا لم يحدث لأنه يمتلك مساعداً من جنسيته". وأضاف "الاستفادة قد تكون محدودة لأننا لم نرَ إلا قليلاً من الوطنيين يجلسون في مقاعد الاحتياط، وقد يكون باصريح حاله استثنائية بعد إقاله الجهاز في نادي الاتحاد". وأشار الجعيثن إلى صعوبة تسلم المدرب السعودي للفريق الأول، "لأننا لم نشاهد الوطني موجوداً مثل ما حصل لمدرب الاتفاق، عندما تم إقصاؤه من المباراة فقام المدرب المساعد بالإشراف على الفريق". وتابع "يختلف المدربون من حيث قبول الوطني، فمنهم من يستفيد بإعطائه بعض المعلومات عن اللاعبين ومنهم من لا يرغب بوجود مدرب من غير جنسيته". المصيليخ: بعض الأندية تعاملت بشكل روتيني وقال المشرف على المنتخبات السنية سابقاً عبدالله المصيليخ: "خطوة جبارة من الخطوات التصحيحية التي عودنا عليها آل الشيخ في دعم الرياضة، والفكرة من وجود المدرب الوطني أن تتم الاستفادة من الخبرات والإمكانات الفنية من المدراء الفنيين في الأندية، ويهدف القرار إلى صناعة المدرب الوطني ويكون لديه القدرة في إدارة الفريق فنيًا، والملاحظ أن بعض الأندية أخذت الأمر بالشكل الروتيني والدليل أن هناك مساعدين أوكل لهم العمل في الأندية ومن المتوقع أنه لم يدرب الناشئين أو الشباب في السابق، وهناك بعض الأسماء شاهدناها في الساحة الرياضية، والهدف ليس مجاملة، وإنما صناعة مدرب ينقذ النادي في فترة من الفترات وفي المستقبل يكون قادراً على القيادة الفنية للفريق الأول على مستوى أندية المحترفين، ونتمنى تفعيل القرار بالشكل الصحيح". وأضاف "بعض المدربين الأجانب لا يهتمون بتعليم المدرب السعودي، ويفترض أن تتضمن العقود ممارسة مساعد المدرب لدوره كاملًا حتى في التمارين، ويمنح جزءاً من التمرين ليتم تطويره في ظل الخبرات المتواجدة بالدوري". يوسف عنبر محمد القرني عبدالله المصيليخ بندر باصريح يدرب الاتحاد سعد الشهري يشرف على المنتخب الأولمبي بندر الجعيثن Your browser does not support the video tag.