بذلت المملكة ممثلة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، جهوداً كبيرة لنقل وتوطين علوم وتقنيات الفضاء، حيث وضعت برنامجاً مستداماً لتقنية وتطبيقات الأقمار الصناعية يتضمن تأهيل العلماء والمهندسين والمختصين السعوديين، ونقل وتوطين التقنيات المتقدمة المتعلقة بمجالات الفضاء، وإنشاء بنية تحتية متطورة لدعم واستدامة صناعة فضائية في المملكة. وسعت المملكة من خلال هذا البرنامج لتوسيع أسطولها من أقمار الاستشعار عن بُعد من خلال بناء كوكبة من الأقمار يمكنها أن توفر خدمات التصوير والاستطلاع، حيث أطلقت 13 قمراً صناعياً سعودياً في المدارات الفضائية المنخفضة ما بين عام 2000 و2017م، بالإضافة إلى تنفيذها تجربة علمية على متن القمر سعودي سات -4 في عام 2014م بالاشتراك مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" وجامعة ستانفورد. وفي مجال استكشاف الكواكب شاركت المملكة في بعثات الاستكشاف التي تدرس طبيعة الأجسام القريبة من الأرض والكواكب بما في ذلك القمر والمريخ، كما شاركت في مهمة "تشانق-4" لاستكشاف القمر التي تنفذها إدارة الفضاء الوطنية الصينية، من خلال تثبيت حمولة استشعار عن بُعد على القمر الصناعي الصيني "لونق جيانق – 2" لتصوير سطح القمر، وقد تكللت هذه المشاركة بالنجاح. وقامت المملكة في مجال توسيع أسطولها من الأقمار، بتطوير وتصنيع قمرين صناعيين لأغراض الاستطلاع "سعودي سات 5أ" و"سعودي سات 5ب" لينضما إلى الجيل الثاني الأعلى دقة من أقمار الاستشعار عن بُعد، والتي جرى اختبارهما بالكامل وفق المعايير العالمية في معامل ومختبرات المدينة من خلال خبرات وكفاءات سعودية تعمل في مجال صناعة وتطوير الأقمار الصناعية. ويتضمن القمران اللذان سيتم اطلاقهما أواخر 2018م، أنظمة للتصوير الكهروضوئي بدقة عالية، وأنظمة لتوجيه القمرين لتصوير الأهداف الأرضية بدقة وسرعة، وأنظمة الاتصالات عالية السرعة (X- BAND & S- BAND)، وأنظمة متقدمة لتوفير وتوزيع الطاقة، ويمتاز القمران باحتوائهما على محطة أرضية قادرة على التحكم بثلاث أقمار في نفس الوقت، ومعالجة وتفسير الصور باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويقدم القمران العديد من الخدمات منها توفير صور عالية الدقة لسطح الأرض من المدار الأرضي المنخفض، وتقديم خدمات الصور عالية الدقة للجهات الحكومية والخاصة بالمملكة، وكذلك رصد للغطاء الزراعي، والتخطيط العمراني، ومراقبة التحركات والتغيرات على سطح الأرض. وفي مجال الاتصالات ستطلق المملكة في نهاية 2018م القمر السعودي للاتصالات الثابتة للنطاق العريض Ka SGS-1، الذي وقع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على القطعة الأخير التي ستركب القمر بعبارة "فوق هام السحب"، ويجري تطويره بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن الأميركية، ويتضمن هذا المشروع تأهيلاً متقدماً للكوادر السعودية في مجال تصميم وبناء واختبار الأقمار الصناعية. كما أنشأت المملكة أول محطة أرضية في مجال رصد الأرض بالمنطقة لاستقبال الصور الفضائية من ثمانية أقمار صناعية تجارية منها ورلدفيو الأميركية، وسبوت وبليادس الفرنسية بدقة تباين تصل إلى 31 سنتيمتراً، ويتم تشغيلها من قبل مركز متخصص في مجال تقنية الاستشعار عن بعد بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. Your browser does not support the video tag.