قيام الخادمات بتربية الأطفال هي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية التي أصبحت مخاطرها تهدد كيان الأسرة وتؤثّر سلباً على تنشئة الجيل المستقبلي، ومشكلة الاعتماد الكلي على الخادمات في تربية الأطفال والتكفل بهم في غياب دور الأمهات الأساسي وقد انتشرت مؤخرًا في مجتمعاتنا العربية بصفة عامة، والخليجية بصفة خاصة مشكلات الخدم، واعتداءاتهم وأثرهم على تربية الأبناء وعلى المعتقدات الدينية والثقافية التي يجب أن يتربوا عليها، حيث يكتسبون عادات وتقاليد الخدم ما يعتبره البعض غزواً ثقافياً لعقول الأطفال، وهناك دراسة قام بها فريق بحثي بمركز رؤية للدراسات الاجتماعية بعمل مسح ميداني على مناطق المملكة لرصد أبرز المشكلات التي تؤرق النساء السعوديات، حيث جاء في الترتيب الثامن بنسبة (4.4 %) مشكلة التقصير في تربية الأبناء والاعتماد على الخادمات، وأرى أن مشاغل الحياة ليست عذراً للأبوين للتغيب عن المنزل والتنصل من مسؤولياتهما تجاه أطفالهما. كلنا نعمل تحت الضغط جرياً وراء لقمة العيش، وكلنا نحتاج للحظات استرخاء بعد العمل، ولكن هناك من هم يحتاجون إلى جودة الوقت معهم بدل الصحبة في الخارج، والتنقل بين برامج التواصل الاجتماعي بل إن هناك من تجده واعظاً ومصلحاً اجتماعياً، وحكيماً في هذه البرامج تاركاً خلفه مسؤولية طفل يحتاج للنمو الطبيعي والحب، والحنان وإحساس بالأمان في صدر والديه ولا عجب أن العديد من حالات إهمال الأطفال ظهرت نتيجتها بتعلق الطفل بالخادمة حتى أن قلبه يكاد ينفطر بعد سفرها لأنها هي من تؤكله وتلعب معه وتحميه وتعلمه الكلام.. وهنا ألخص أهمية مسؤولية الإباء تجاه الأولاد على ضوء الحديث النبوي الشريف الذي تؤسس عليه الدراسات التربوية والفقهية المتعلقة بهذا الموضوع وهو قوله صلى الله عليه وسلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) و(كلكم راعٍ وكل مسؤول عن رعيته) وتلك المسؤوليات والواجبات التي تقع على كاهل الأبوين على الأصالة نحو أولادهم ومما تتضمنه مجالات التربية والتقويم والتهذيب والتغذية والصيانة والتعهد والرعاية والجانب العقدي من أهم الجوانب التي يقوم بها الأبوان في تربية الأبناء ولن يجدوا ما يتعلق بديننا الإسلامي عند الخدم.. Your browser does not support the video tag.