إن وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يعرف «بالإعلام الجديد» وفي مقدمتها التويتر والفيس بوك واليوتيوب والواتس آب والسناب شات والإنستغرام وغيرها، أصبح أداة من أدوات المنظمات الإرهابية في نشر الفتن والأفكار المتطرفة والمتشددة، وكذلك التحريض ضد الأشخاص والدول وحتى الجماعات الأخرى، وكذلك تجنيد الأعضاء والمنتسبين للمنظمات الإرهابية. ووفقاً لتقارير صادرة عن الأممالمتحدة وغيرها، فإنّ المنظمات الإرهابية تبث دعايتها باستخدام مجموعة واسعة من وسائل التواصل الاجتماعية، والتي تشمل المواقع الإلكترونية وغرف الدردشة والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، وسائر وسائل التواصل الأخرى عبر الإنترنت، ووجود هذه المحتويات على محركات البحث الإلكترونية يُسهّل عملية ولوج المجندين المستهدفين والمحتملين إليها. إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم الأساليب التي تستخدمها المنظمات الإرهابية لجذب الشباب لأفكارها والتوغل داخل عقولهم، حيث استهدفت بالأساس فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 - 30 عاماً، وهي الفئة الأكثر وجوداً في وسائل التواصل الاجتماعي من جهة، والأكثر انفعالاً وتأثرًا بمنهج المنظمات من جهة أخرى. كما فطنت المنظمات الإرهابية إلى استخدام أكثر أدوات العصر شعبية، وهي ألعاب الفيديو التي يستخدمها أكثر من مليار ومئتي مليون شخص في العالم من أعمار متفاوتة. كما اعتمدت بشكل أساسي على اختراق حسابات ضحاياها عبر وسائل التواصل وحسابات البريد الإلكتروني ومراقبتهم على مدار الساعة لمعرفة كافة جوانب حياتهم واهتماماتهم وإمكانية تجنيدهم من عدمها، ولا يستبعد استعانتهم بعناصر خبيرة في مجال الطب النفسي لتحليل شخصيات الضحايا ومعرفة الجوانب التي تمكنهم من الولوج إليهم وإتمام عملية التجنيد. وتصدت المملكة لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والدولي، فحاربته محلياً ودانته عالمياً وتصدت له بكافة صوره وأشكاله، وتمكنت بفضل الله تعالى وتوفيقه من إحباط أكثر من 95 % من العمليات الإرهابية وفق استراتيجية أمنية حازت على تقدير العالم بأسره، وسجلت إنجازاً آخر تمثل في اختراق الدائرة الثانية لأصحاب الفكر الضال وهم المتعاطفون والممولون للإرهاب. وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان كثيراً أن «أكبر خطر شكّله الإرهاب هو تشويه سمعة الدين الإسلامي وعقيدة المسلمين، مشدداً على أنه ستتم ملاحقة الإرهاب، حتى ينتهي من وجه الأرض». حيث أكد سموه خلال افتتاحه الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب والذي عقد في الرياض مؤخراً على أن: «أكبر خطر عمله الإرهاب هو تشويه سمعة ديننا الحنيف، وتشويه عقيدتنا، لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحة ومن ترويع للأبرياء في الدول الإسلامية وفي جميع دول العالم بأن يستمر أكثر من اليوم، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب، واليوم نرى هزائمه في كثير من دول العالم، خصوصاً في الدول الإسلامية، واليوم سنؤكد أننا سنكون نحن من يلحق وراءه، حتى يختفي تماماً من وجه الأرض». Your browser does not support the video tag.