يأتي إعلان البنك السعودي البريطاني (ساب) عن توقيع اتفاقية اندماج ملزمة مع البنك الأول قبل عدة أيام، عن ولادة عملاق مصرفي محلي قوي ومتين في المملكة العربية السعودية، حيث سيؤدي اندماج البنكين إلى إيجاد بنك دامج تبلغ إجمالي قيمته السوقية قرابة 65 مليار ريال سعودي، ليصبح بذلك ثالث أكبر بنك في المملكة من حيث القيمة السوقية بعد البنك الأهلي التجاري ومصرف الراجحي. ونتيجة للاندماج كذلك سيصبح البنك من بين أحد البنوك الرائدة في خدمة عملاء قطاعي مصرفية الشركات والأفراد أو ما يعرف بقطاع التجزئة، مما سيسهل وبالذات على الأفراد من الوصول للبنك عبر شبكة واسعة وعريضة من الفروع، كما أن الريادة في قطاع مصرفية الشركات، سيمكن العملاء من الحصول على أفضل الخدمات المرتبطة بهذا النوع من القطاع، مما سيسهل بدوره من حركة التجارة المحلية والخارجية، بما في ذلك زيادة الاستثمارات في المملكة ونمو التجارة العالمية فيها. وبناءً على المعلومات المالية الافتراضية للبنك الدامج، فإنه من المتوقع أن تكون تصل نسبة القروض إلى الودائع للبنك 86.6 في المئة وأن يبلغ إجمالي أصول البنك 268 مليار سعودي أو ما يعادل (71 مليار دولار أمريكي) كما في تاريخ 30 يونيو 2018. ومن المتوقع أيضاً وفق نشرة الإعلان عن الاندماج أن يستمر البنك الدامج في تنويع محفظة القروض، ليشمل ذلك محفظة قروض الشركات ومحفظة قروض الأفراد الموجهة نحو الأصول المنتجة اقتصادياً وتنموياً. ولكن وعلى الرغم من الإيجابيات العديدة لهذا الاندماج وما سيعكسه على المناخ الاستثماري في المملكة من فوائد عديدة، بما في ذلك على القطاع المصرفي من خلال ولادة عملاق مصرفي جديد، وكذلك دعم البنك لقدرات رؤية المملكة 2030، بما سيوفره للعملاء من إمكانية انتهاز الفرص التي تظهر في الاقتصاد، إلا أنه دائماً ما يصاحب عمليات الاندماج التخوف والتوجس مما يعرف بالتوقعات المستقبلية لمخرجات هذا الاندماج المرتبطة في الغالب بظروف قد تكون خارجة عن إرادة البنك الدامج، مثل التغيرات التي قد تحدث في اتجاهات السوق أو الاقتصاد المحلي والعالمي على حدٍ سواء. ولكن وعلى الرغم من ذلك وما يطمئن على سلامة النظرة المستقبلية لصفقة الاندماج، هو خضوعها لعدة عوامل مطمئنة، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، التوقع بعدم حدوث أي تغيير سلبي جوهري في الأوضاع المالية لكل من بنك ساب والبنك الأول، والتزام كل من البنكين بعدد من المتطلبات المتعلقة بمارسة الأعمال. ولعل الأهم من ذلك وذاك، ما سيقوم به البنك الدامج بوضع معايير جديدة لتدريب الموظفين وتطوير مهاراتهم وصقلها، والعمل كذلك على توفير فرص وظيفية مميزة في منشأة أكبر وأضخم من السابق. كما ولا يتوقع أن ينتج عن صفقة الاندماج في حال اتمامها خلال النصف الأول من العام القادم تسريح الموظفين بصفة إجبارية. Your browser does not support the video tag.