لطالما تداولت المواقع الإخبارية العربية والأجنبية الكبرى موضوعات الشأن السعودي على وجه التحديد، ولطالما أيضاً تناول مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي القضايا المحلية السعودية بكثرة، وهو ما يثير دهشة بعضنا من كل هذا الاهتمام البالغ ببلادنا وقادتنا وشعبنا وحياتنا وقضايانا دون الآخرين. وأتفهم استغراب بعضهم؛ لكن لنتوقف قليلاً ونقر بأن الشأن السعودي قد أصبح وبكل ما فيه من حراك سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وسياحي محل جذب للمهتمين من المحبين والكارهين على حد سواء، فالمملكة اليوم تخوض معارك حقيقية للحفاظ على مكتسباتها، ولبناء مستقبل أجيالها القادمة بعون الله على عدة محاور واتجاهات، ففي السياسة حققنا ونحقق كثيرا من «الانتصارات السياسية»، التي أثرت في اتجاهات بوصلة سياسات العالم والقرارات الدولية تجاه مصالحنا، وفي الجانب الاقتصادي ها نحن نسابق الزمن لنستمكل مسيرتنا ونهضتنا وازدهارنا في إنجاز المشروعات العالمية العملاقة، والعمل على توطين الصناعات والتقنيات، ودعم «متانة واستدامة الاقتصاد السعودي»، واجتماعياً ينافس المجتمع السعودي بقوة المجتمعات الأخرى «بمراتبه ومراكزه العلمية» في القوائم الدولية والتراتبية العالمية، كما أن ارتفاع معدل الوعي والثقافة المعرفية والعامة بين مكونات المجتمع السعودي رجحت كفة تفوقه الفكري على كثير من المجتمعات الأخرى، التي ما زال بعضها يعيش على أطلال الانقياد خلف الشعارات والأيديولوجيات الفكرية العمياء والساقطة بأمر التاريخ.. وعلى الصعيد العسكري، استطعنا أن نكون «قوة ضاربة» تمتلك أحدث التقنيات والأسلحة الذكية، وفي الجانب الثقافي أصبحنا نقدم صورة «ثقافتنا الحقيقية» للعالم بأبهى صورها، وهو ما صحح من مفاهيم الشعوب الغربية المغلوطة عن ثقافتنا الإسلامية وإرثنا العظيم ووسطيتنا بعد أن شوهتها الأيادي العابثة، وسياحياً ها نحن نمنح العالم فرصة مشاهدة كنوزنا من التاريخ والإرث والآثار العظيمة والمواقع السياحية الساحرة، مستقطبين بها كل المهتمين والسياح، وهو ما سيضيف لنا رافداً جديداً يخلق لشبابنا فرص عمل وتنوعاً في مصادر تنمية ثرواتنا الوطنية. ولأن هذه النجاحات تنعكس إيجاباً على رخاء واستقرار الوطن والمواطن السعودي بشكل مباشر وغير مباشر، كان لا بد من ظهور فئة من الناعقين ممن «لا يملكون حياة» يعيشونها في بلدانهم الرجعية؛ ليفرغوا كل ما في نفوسهم من غل وحسد نخر عقولهم قبل قلوبهم، متسلحين بالجور والتدليس والافتراء والبهتان، وهو ما جعل كلا منهم شهبندر في سوق خوارم المروءة، والأحق اتباعًا أن يعود هؤلاء إلى واقعهم المرير، فالتشويه الممنهج ضد بلادنا لن يخفي إنجازاتها بفضل الله، ولن يشوه ما حققته وستحققه بسواعد شبابها بمشيئة الله، واليوم قد تجد من «يدفع لك»، لكنك لن تجد أمام العظيم من «يدفع عنك». Your browser does not support the video tag.