لم يكن إيقافهم بسبب معتقداتهم وآرائهم، بل كان بسبب محاولاتهم زعزعة استقرار المملكة بالتعاون مع جهات استخباراتية خارجية، وتسريب معلومات حساسة.. تلك التأكيدات التي جاءت من سمو ولي العهد خلال حديثه لصحيفة "بلومبيرغ" كشفت خطورة تلك العناصر التي تم القبض عليهم في وقت سابق من قبل الجهات الأمنية، وتلجم المتربصين، ومروجي الشائعات من أعداء الوطن.. "أدلة" و"براهين"، كانت كافية لإدانة تلك العناصر، حيث كان هدفها خلق فتنة داخل المجتمع السعودي بدعم متواصل من جهات خارجية. وعلق مختصون على تأكيدات ولي العهد بشأن إيقاف بعض العناصر في قضايا أمنية، وأنه لم يكن بسبب "معتقداتهم وآرائهم، بقولهم إن المتهمين من تلك العناصر كانوا تحت مجهر المتابعة الأمنية، وتم رصد نشاط كل واحد منهم بدقة متناهية، ولدى جهاز أمن الدولة الكثير من الإثباتات على تورطهم. دعاة فتن رأى الباحث والمستشار في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية د. محمد الهدلاء أنّ القبض على هذه الخلية الاستخباراتية والذي تم سابقاً بتاريخ سبتمبر عام 2017 وما تلاه ليس بسبب تضامنهم، أو تعاطفهم مع قطر، أو أنهم ناشطو حقوق، أو سجناء رأي كما يروج المحسوبون على جماعة الإخوان أو الذباب الإلكتروني القطري، وأنهم موقوفون من أجل تغريده، أو لصمتهم تجاه مقاطعة النظام القطري الإرهابي فلم تكن مقاطعة نظام قطر هي الأساس في كشف خلية التجسس، فهم قبل ذلك تحت مجهر المتابعة الأمنية، وقد تم رصد نشاط كل واحد منهم بدقة متناهية، ولدى جهاز أمن الدولة تسجيلات، وحوالات بنكية لهؤلاء. وأضاف: "في الحقيقة هم خونة، وثبت تآمرهم على وطنهم، وهم دعاة فتن، وضلالة، ولهم أنشطة بالإفساد في الأرض بالسعي المتكرر لزعزعة بناء الوطن، وإحياء الفتنة العمياء، وتأليب المجتمع على الحكام وإثارة القلاقل والارتباط بشخصيات، وتنظيمات وعقد اللقاءات والمؤتمرات داخل وخارج المملكة لتحقيق أجندة تنظيم الإخوان الإرهابي ضد الوطن وحكامه، وتأليب الرأي العام"، موضحاً: "عمد المتهمون إلى إثارة الفتنة، وتأجيج المجتمع وذوي السجناء في قضايا أمنية بالمطالبة بإخراج السجناء على منصات إعلامية". وأشار إلى أنّ خلية التجسس الداخلية هذه لها علاقة بخلايا الخارج في لندن، وواشنطن وكل منهم يمد الآخر بما يحتاجه من فيديوهات، وخطط تفيده في مهمته المحددة له مسبقاً، لافتاً إلى أنّ القضاء لدينا قضاء عادل ووفق الشرع المطهر، ولا سلطة لأحد عليه، وليس مسيساً، مشيراً إلى أن المحكمة الجزائية المختصة عقدت الجلسات لجميع المتهمين في حضور ممثلين من ذوي الموقوفين، ووسائل الإعلام، وهيئة حقوق الإنسان، وتم تسلم المتهمين في أولى الجلسات التهم الموجهة لهم، ويتاح لهم الحصول على محامين على نفقة الدولة، ويمتعون بالمهل التي يطلبونها للرد على التهم في شفافية تامة. أدلة وبراهين وأكّد د.الهدلاء أنّ أمن الدولة لم يقبض على هؤلاء بسبب شبهة، فأمن الدولة لديه من الإمكانيات التقنية لرصد، وتتبع كافة الجرائم المعلوماتية وقد تكونت لديه أدلة قطعية على هؤلاء الحركيين بعد أن استمرت متابعتهم فترة طويلة، مبيّناً أنّه تم التثبت من حقيقة دوافع المقبوض عليهم، وارتباطاتهم، والحقيقة تقول إن جهاز أمن الدولة لديه أدلة قوية وقطعية ضد من تم القبض عليهم، مؤكّداً تأييد ما تتخذه الدولة من خطوات مباركة شرعية، وفكرية، وعلمية وأمنية، وقضائية لتحصين الوطن من دعاة الفرقة، والفتن لأنّ هناك بعض ضعاف النفوس والإيمان من صار مطية لأعدائنا، يتحركون بإشارتهم، وينفذون مخططاتهم الخبيثة لزعزعة الأمن، والاستقرار، وتفريق الكلمة. وقال: "يجب أن يعلم كل محرض أن الخروج على الوطن والتأليب عليه، وإثارة نفوس الناس ضد وحدته وسلامة أبنائه وتوحدهم في حكم المحرمات التي لا يجب القبول بها، وأن الشعب خلف قيادته، وأجهزته الأمنية ضد تلك الطغمة الفاسدة من المضللين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أعداءً ونتمنى أن تتم متابعة كل مؤيد أو محرض، والقبض عليهم حتى لا يبقى في هذا الوطن منادٍ ينادي للفتنة أو ينادي للخروج على طاعة ولي الأمر والخروج لمواقع الفتن، أو خائن لوطنه ومتأمر عليه". أنشطة مشبوهة من جانبه، أكد رئيس مركز مكة الدولي للتحكيم د. فهد آل خفير أن تأكيد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على وجود أدلة وبراهين تثبت تورط تلك العناصر التي تم إيقافها لهو دليل جديد يؤكد بالفعل خطورة تلك العناصر التي تسعى إلى زعزعة استقرار المملكة من خلال التواصل مع جهات خارجية، مبيّناً أنّ الجهات الأمنية أعلنت في وقت سابق بعد القبض على عدد من العناصر بأن من تم القبض عليهم لهم تاريخ طويل في التواصل والإسهام في أنشطة مشبوهة تضر بأمن الدولة واللحمة الوطنية. ولفت إلى أن تلك العناصر ساهمت في التحريض بشكل مباشر، وغير مباشر ضد الوطن ورموزه، والمشاركة بشكل مستمر في المؤتمرات، واللقاءات، والندوات المشبوهة، إضافة إلى استقطاب، وتجنيد الشباب في نشاطات معادية، ويرتبطون بدعم مباشر وغير مباشر بتنظيمات معادية للمملكة. تحييد الخطر يذكر أن مسؤول أكد في وقت سابق بأن رئاسة أمن الدولة تمكنت خلال الفترة الماضية من رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية، مشيراً إلى أنّه تم تحييد خطرهم والقبض عليهم بشكل متزامن، وهم سعوديون وأجانب، ويجري التحقيق معهم للوقوف على كامل الحقائق عن أنشطتهم والمرتبطين معهم في ذلك، وسوف يعلن ما يستجد بهذا الصدد في حينه. Your browser does not support the video tag.