الحديث الذي أدلى به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لبلومبيرغ قد يكون أهم الحوارات التي أصبح معها هو الحدث، وأيضاً لصداه العالمي والإقليمي والمحلي، فقد تناول سموه كل هذه المحاور المهمة بوضوح وشفافية عالية وصراحة متناهية، ولعل أبرز ما حملت من عنوان هو "أن المملكة لن تدفع شيئًا مقابل أمنها" وهذا رد واضح وحازم لا نقاش حوله، فكما ذكر سموه أن المملكة وجدت قبل وجود الولاياتالمتحدة وكثير من دول العالم، فالمملكة تاريخ عريق يسطره تاريخ متتالٍ على مر العصور، وشرح سموه الكريم تفصيلات ذلك، ومرحلة الرئيس أوباما التي كانت لا تتواءم سياسته مع المملكة، وذهب وبقيت المملكة كما هي أكثر قوة، تواجه جنوباً مع دول التحالف الحوثيين وحزب الله جديد، وتحارب الإرهاب والتشدد، وتواجه إيران وأجندتها بالمنطقة، المملكة واجهت مصاعب كبيرة وصمدت ونجحت وتفوقت على مر سنواتها من الحرب العراقية الإيرانية، احتلال الكويت، الوقوف مع أزمة دول المنطقة ودعم مصر والبحرين وغيرهما. المملكة تعتبر دولة استراتيجية بالمنطقة وتعرف وتدرك كيف تواجه هذه المصاعب بنجاح وانتصار رغم كل ما يحاك ضدها صمدت ونجحت بقيادة ملوك هذه البلاد حتى عهد الملك سلمان -حفظه الله- وسمو ولي العهد. على الصعيد الاقتصادي أكد سمو ولي العهد على الكثير من المحاور ويحتاج كل منها مقالاً وتفصيلاً، ولكنه أكد على استمرار تحقيق الرؤية وأهدافها ومنها طرح شركة أرامكو واستحواذ أرامكو على سابك، والتوازن الاقتصادي الذي شرح سموه مبررات تأجيله إلى 2023 بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية وليس لمجرد تحقيق الأهداف بدون مراعاة لمتغيرات ومستجدات تحدث على الأرض. وأكد سموه أن المملكة لا تتحكم أو توجه أسعار النفط ولكنها خاضعة للعرض والطلب هو من يحددها، وحرص المملكة على توازن السوق النفطي، وتوجه المملكة في صناعة البتروكيميائيات وأنها هي المستقبل القادم، ودور أرامكو سيكون هنا بارز وكبير، وعن معالجة البطالة بالوصول لمستويات 7 % من 13 % اليوم، والاهتمام بالتخصيص والتوسع به وخفض معدل الرواتب على الدولة، لا يعني الاستغناء عن الموظفين، بل العكس هو التوسع في الإنفاق. نحتاج قراءة حوار سمو ولي العهد أكثر من مرة، وهذا ما فعلته لكي ترى أن الحوار بشموليته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً سينقل المملكة لمرحلة جديدة كلياً على عجلة المستقبل الحديث ومجاراة هذا العالم، بكل ما فيه، فخورون جداً بهذا الحديث الغني بكل شيء، من فخرٍ بوطن يحمي سيادته أمام أي دولة كانت، ويعمل اقتصادياً لمواجهة التحديات والمستقبل، ويضع المجتمع على عجلة التوازن والعالم الحديث علماً وعملاً. Your browser does not support the video tag.