«هل تعلمون لماذا تحرص الشركات اليابانية على توظيفكم؟ نعلم أنه لا توجد لديكم خبرات مهنية، والمعرفة التي لديكم في الجامعة لا تزال في مجملها نظرية، وستكلفون الشركات ميزانيات كبيرة في تدريبكم.. ولكن، هل تعرفون لماذا؟ إننا كشركات نستثمر في شبابكم، والوقت الذي ستقضونه معنا من سنين أعماركم المقبلة...»، تلكم كانت كلمات السيد ماتسوتاكي أوتسوكا رئيس شركة سكك الحديد اليابانالشرقية سابقاً في حفل التخرج بجامعة طوكيو للتكنولوجيا عام 2013م. في مقالة اليوم نناقش السؤال: هل توظف خريجاً من دون خبرات؟ بداية، قد يتساءل البعض: لماذا قضية توظيف الخريجين؟ في الواقع وحسب نتائج دراسة لموقع بيت.كوم عام 2015م، على الخريجين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كانت أكبر مشكلة تواجه الخريجين هي الحصول على وظيفة وبنسبة 76 في المئة. ومن النتائج الصادمة أن 80 في المئة من الخريجين يرون أن جامعاتهم وكلياتهم لم تبذل أي جهد لمساعدتهم، ويرى 70 في المئة من الخريجين أن الشركات لا ترغب في توظيفهم؛ لأنهم خريجو جامعات لا يمتلكون خبرات عملية ومهارات مهنية. وهنا يقفز السؤال: من يتحمل مسؤولية صعوبة توظيف الخريجين؟ من السهل إلقاء اللوم على طلاب الجامعات بأنهم لم يحرصوا على أخذ برامج تدريبية عملية استغلال أوقات الدراسة في تطوير مهارات يحتاجها سوق العمل، ومن الممكن أيضاً إلقاء اللوم على الجامعات والمؤسسات التعليمية في تقديم برامج أكاديمية لا ناقة لها ولا جمل في سوق العمل، وعدم الحرص على إعداد الطلبة للبحث عن الوظائف. ومن الخطوات الجيدة ما تتبناه عدد من الجامعات السعودية والكليات من إقامة فعاليات أيام المهنة لربط الشركات بالخريجين مباشرة. وفي وجهة نظر الكاتب المتواضعة أرى أن عدم مساهمة الجامعات والكليات في تسويق مخرجاتها وهم الطلبة الخريجون والعمل على توظيفهم جريمة بحق هؤلاء الخريجين.. وقد يكون نشر تقرير سنوي لقياس أداء الجامعات والكليات والأقسام في توظيف الخريجين إسهام في حل هذه المشكلة. ولكن ومن باب الإنصاف، يظل قرار الشركات الموظفة هو سيد الموقف في حل مشكلة بطالة الخريجين. ولعلي هنا أسرد عدداً من الأسباب التي تبين لماذا على الشركات أن تحرص على توظيف الخرجين حتى لو كانوا من دون خبرات عملية، ومنها: الخريجون أكثر قدرة واستعداداً للتعلم وتطوير أنفسهم بمهارات وتقنيات جديدة. الخريجون أقل تكلفة عند استقطابهم للتوظيف مقارنة بأصحاب الخبرات. الخريجون لديهم القدرة على جلب أفكار جديدة ومبتكرة مختلفة عما هو معتاد في الشركات. الخريجون أكثر قدرة على فهم جيلهم والمنتجات والخدمات المناسبة لهم. وأخيرا، يجب أن تعلم الشركات أن توظيف خريجي الجامعات ليس خدمة اجتماعية، بل ضرورة لأي شركة تروم النجاح والتميز، وتستثمر في مستقبلها.. والشركة الناجحة هي تلك التي تستطيع أن تكون مركز استقطاب لمختلف المواهب والكفاءات، وفي مقدمتهم خريجو الجامعات والمعاهد، ولو كانوا من دون خبرات. Your browser does not support the video tag.