في إطار المحافظة على الهوية العربية الأصيلة، شاركت المملكة العربية السعودية في فعاليات وبرامج النسخة الثامنة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي نظمه معهد الشارقة للتراث، في الفترة من 24 إلى 26 سبتمبر الجاري، تحت شعار «الحكايات الخرافية»، وذلك انطلاقاً مما تمتلكه المملكة من موروثات شعبية، وكنوز حضارية، وتاريخ عريق. وقال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لملتقى الشارقة الدولي للراوي: «تمتلك المملكة العربية السعودية تراثاً غنياً يستحق التقدير، كما أن رصيدها فيه كبير جداً ومتميز، ويستحق الاطلاع والتعريف به، ولدى القائمين على التراث السعودي والمشتغلين فيه خبرات طويلة، بالإضافة إلى برامج وأنشطة وخطط مهمة في حفظ التراث وصونه، كما أن التراث السعودي هو حصيلة إسهام حضاري فذ وتاريخ ممتد». من جانبها قالت الدكتورة زهرة بنت سعد المعبي، الباحثة في الثقافة والأدب من المملكة العربية السعودية: «تهدف الحكايات إلى تحقيق أهداف تربوية تعليمية ونفسية واجتماعية عدة، إذ تؤدي دوراً مهماً في تأمين خبرات حياتية مختلفة مصاغة في بناء قصصي محكم، زاخر بالعبر والقيم، أضفى عليها الإنسان الكثير من الخيال والسحر والجاذبية، كما تعد وسيلة فعالة إذا أحسن اختيارها في إثراء اللغة المحلية، وتنمية الإحساس بالجمال، وأداة جيدة لغرس القيم الثقافية المناسبة وترسيخها وتأصيل العلاقات الاجتماعية الإيجابية، والمحافظة على الموروث الجماعي، ونقله للأجيال القادمة». وتتميز المملكة العربية السعودية بتراثها الذي ترجع جذوره إلى بدايات التاريخ وما قبله، حيث تضمنت مشاركتها هذه السنة في ملتقى الراوي، على عرض العديد من الحكايات الخرافية، والمشاركة في فعاليات الطاولة المستديرة، التي خصصت لمناقشة الحكايات الشعبية في الخليج والعالم، وغيرها من فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي. وأشار المسلم إلى أهمية هذه الفعالية التراثية العالمية، كونها تؤكّد على ضرورة حفظ التراث وتبادل المعارف والخبرات والتجارب وتفاعلها معاً من أجل الاستمرار في صونه وحمايته ونقله للأجيال، بصفته مكوناً حضارياً كبيراً وأحد عناوين الهوية والخصوصية لكل شعب وبلد وأمة، بالإضافة إلى أن من شأنها دعم المهتمين بالتراث، ودفعهم إلى بذل جهد أكبر في الحفاظ على الموروث الشعبي والذاكرة الشعبية والعادات والتقاليد، وهو ما يشكّل قاعدةً للانطلاق بقوة والعيش كما الأجداد بثقافتهم وتراثهم؛ فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر. Your browser does not support the video tag.