من اعتاد الذهب لا يرضيه التراجع ومن عاش أجواء المنافسة تحبطه حتى لحظات التقاط الأنفاس، ومن عاش تحت الضوء تهزمه لحظات الظلام ومن اعتاد الصخب لا يطيق لحظات الصمت. عاش الشباب سنوات من الألق لم يكن فيها يوماً تواجده شرفياً لأجل المشاركة أو عرضياً رمت به الصدف في فوهة تتويج أو طرف نهائي، فالمشجع الشبابي الذي عاصر الإنجازات وعاش لحظات الفرح وراهن على فريقه في أحلك الظروف لم يعتد أن يكون متفرجاً فقط أو متابعاً لمنافسة يكن فريقه بها عضو شرف إن فاز لم يقترب من ذهب وإن خسر لم يقلق من خطر كان من الصعب عليه أن يعود لكرسي المدرج يندب حظه ويتابع تهاوي كيانه ويرقب فريقه وهو في كل موسم يزداد حاله سوءًا وتتفاقم مشاكله المالية ويبتعد رجاله تباعاً حتى وصل الحال أن يكون الشباب صاحب الحضور الأصعب في سالف زمانه إن حضر لا يسر وإن غاب لا يفتقد. تعاقب الرؤساء وتغيرت الإدارات وأصبح اللاعبون بين قادم ليس بمستوى الطموح ومغادر ليس عليه ندم فما عاد شيء في كيان الصحافة يستهوي الجمهور أو يشد الإعلام، حتى جاء تدخل معالي المستشار بمشرطه الخبير الذي وضع يده على الجرح وتدخل بمهارة الجراح ليعلن ذات مساء عودة البلطان لأروقة الليث مما نثر الفرح ليس في أوساط الشبابيين فقط بل بين أوساط الرياضيين كافة لتتحول منصات التواصل الاجتماعي لأوساط فرح بهذه العودة حتى أصبح الهاشتاق ترندا عالميا. ولأن عودة البعض بمثابة حياة فقد دبت الحياة في دماء الشباب بعد أن كادت تجمد لحظة جفاء فعادت الجماهير وبدأ الليث محاولة إعادة الزئير وفي ظرف أيام الرئيس القادم يبشر باستقطاب لاعب بحجم العابد والعمل على كراسي المدرجات بدأ فعلياً ووعود التصحيح في المرحلة الشتوية تحولت من الهمس للتصريح والوعود براع استثماري جديد أصبحت حقيقة وفي خضم احتفالات الوطن كان نادي الشباب الوحيد والسباق لإقامة احتفالية خاصة في هذه المناسبة كانت على مستوى من الجودة تناقلت على إثرها أخبارها بعض الوكلات العالمية. مرحبا بعودة القادح لعرينه وهنيئاً لجمهور الشباب تدارك الليث بعد أن كان للنسيان أقرب وشكراً لمعالي المستشار هذا التدخل الذي أعاد النبض لكل عاشق والشغف لكل متابع، وبقي الأهم أن يتفهم الجمهور أن غياب سنوات لا يمكن تصحيحه بأيام وأن العودة للوهج من جديد تحتاج تكاتف مع الرئيس وتوحيد للصف والصبر قبل قطف الثمار، فقط ثقوا في البلطان وانتظروا عودة أجمل للكيان. Your browser does not support the video tag.