منذ تتويج الشباب بكأس السوبر أمام النصر قبل أعوام، لا أتذكر أن جماهيره ومحبيه فرحوا بخبر أو حدث يخص ناديهم كما فعلوا مع تغريدة المستشار تركي آل الشيخ بتكليف خالد البلطان رئيساً للنادي، ومصدر الفرحة الكبيرة واحتفالاتهم هو الأيام الجميلة التي عاشها النادي في عهده، وحقق خلالها بطولات وإنجازات عدة، وانتصر حينها «الليث» كثيراً داخل وخارج الملعب، فالإعلان عن عودة «القادح» كان مفاجأة غير متوقعة للرياضيين عموماً والشبابيين على وجه الخصوص، كونه لم تكن هنالك أي بوادر أو مؤشرات لعودته مجدداً للرياضة. وجود البلطان على كرسي رئاسة الشباب مكسب كبير ليس للشباب فقط إنما للكرة السعودية، فهو إضافة كبيرة بحكم خبرته الإدارية ودهائه، بدليل النجاحات التي حققها مسبقاً، بالإضافة للكاريزما التي يمتكلها في تصريحاته وظهوره الإعلامي وتنعكس إيجاباً على الإثارة في دورينا، ولا يلام أي شبابي على فرحته، لأن الشباب عانى كثيراً خلال الأعوام الأخيرة، بابتعاده عن البطولات، وغياب صيته، واختفائه إعلامياً، حتى إن حقوقا كثيرة له خسرها ولم يجد من يدافع عنها. شخصياً اختلفت مع البلطان خلال آخر فترة رئاسية له في مواضع عدة، وانتقدته في أكثر من موقف، ووقفت ضد بعض قراراته، وفعلت ذلك من أجل «الليث» ومصلحته، وهذا أمر طبيعي كونه يعمل، فالأخطاء واردة والتقصير جائز والانتقاد حق مشروع طالما أنه لم يتجاوز الخطوط الحمراء، وبعد أن اصبح رئيساً أجد نفسي اليوم واقفاً في صفه وداعماً له حتى يعيد لنا «شيخ الأندية» الذي نعرفه صديقاً وفياً للبطولات والذهب، لأن نجاح البلطان هو نجاح للشباب، والعكس صحيح. الشباب أحد أركان الكرة السعودية وعودته مهمة، ويحتاج في هذه المرحلة إلى التفافة محبيه حول الإدارة الجديدة، وعلى الشبابيين فتح صفحة جديدة ورمي أي خلافات سابقة وراء ظهورهم، فالتحزبات والانقسامات لن تنفع النادي وستضره، البلطان جاء في وقت صعب، ولا يستطيع خلال الفترة الحالية أن يفعل أكثر من تنظيم الأمور الإدارية والاستثمارية وتهيئة اللاعبين نفسياً وتشجيعهم والعمل على تجديد عقود النجوم، أما النواحي الفنية فلن يعمل عليها إلا خلال «الميركاتو الشتوي» في يناير المقبل، والشباب فعلاً بحاجة إلى بعض التغييرات والتدخلات رغم أنه فاز في أولى جولتين وحقق العلامة الكاملة، لكن لابد من الصبر على الفريق ومنح الرئيس الجديد الوقت الكافي، لاسيما وأنه جاء بعد أخطاء تراكمية استمرت لأعوام، وهو في النهاية لا يمتلك عصا سحرية حتى يصحح مسار النادي بين ليلة وضحاها. Your browser does not support the video tag.