لم تجد قريحة بالشعر عشقا لبلد كدار الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، ولم يقف خطيب أو أديب أو عارف بمزار أو معلم حتى يتضوع حديثه شذا وحسنا، ولم تسطر أحرف الأبجدية أعبق طهرا ونورا من طيبة الطيبة، فهي ملهمة الدنيا بأسرها، وقبلة الجمال والروحانية والسكينة، اختط النبي الأعظم فيها مسجده الشريف وأسبغ بوحي السماء على جبالها وأوديتها وتربتها القدسية والبركة، فذاك أحد من جبال الجنة، وهذا العقيق واد مبارك، وتربة بطحان شفاء، ومساجدها العتيقة تروي حكايات المرابطة في أحلك الظروف وأصعبها، حتى أنجز الله وعده ونصر جنده، فأقام الرعيل الأول مبادئ السماء ونشروا رسالة الإسلام الخالدة، التي سكنت القلوب والمهج والأرواح، وتعاقبت العصور وتوالت حتى نهض الملك المؤسس -رحمه الله- موحدا للبلاد، فلم تغب المدينةالمنورة عن ناظريه وقلبه، وكانت زيارة دار الرسول الأمين سنة استنها لأبنائه الملوك البررة، واليوم تبتهج مأرز الإيمان بالمقدم الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وصحبه الكريم، وتزداد ألقاً وهياماً وحباً، وحق لها: مدينة الحب والإيثار يا حلما تهفو إليه الرؤى من ساف الأبد حملت للكون رايات الهدى فغدت كالغيث من بلد تفضي إلى بلد مسجد قباء Your browser does not support the video tag.