* عاصمة النور الأولى، وسيدة بلدان العالم، لم تخلع عليك المناسبة جبة المكانة ولا قفطانها، ولم تدفعك نحو الصدارة والريادة، أو حوقلة زوارك لواذاً بأبوابك وقبابك العتيقة، وجبالك التي لاثها الغيم فاحتملته الأودية حباً وإيماناً، بل أنتِ خير البقاع، وأعظمها كنت الدثار والشعار للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وهو يختط الأرض بقدميه المباركتين حتى استحالت تبراً وشفاءً، وغدوت مقصداً لكل حائر، ودليلاً لكل تائه. ويدور دولاب الزمان، وتمضي قاطرة التاريخ بأحداث عظام، حتى يلوح في الأفق صبح جديد ويقيض الله عز وجل للبلاد مؤسسها العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله ثراه- الذي طوى الجزيرة جامعاً أطرافها لتجود الأيام نضارة وعبقاً، وتصبح طيبة الطيبة في عين القيادة وقلبها، وتروي لنا دار الهجرة في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حكايات الإعمار والبناء والتوسعات والعطاء، مرتدية أثوابها القشيبة يسكنها جمال أخاذ يغري كل ناسك وزائر، آخذة بمجامع القلوب تهاديها نحو محراب القداسة، والإيمان مهاجر الحبيب والنبي الخاتم. واليوم وبعد أن شرفت "عاصمة السياحية الإسلامية" بأن تطلق لقباً على دار الهجرة وقرية الأنصار، تشهد المحبوبة انطلاقاً للفعاليات المتنوعة عبر احتفال ضخم يرعاه الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام لهيئة السياحة والتراث الوطني، الرجل المحير بسعة ثقافته وفكره، والأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة أمير المنجزات والعطاء، فعاليات يؤكد منظموها أنها استثناء بكل ما تعنيه الكلمة لا تصدر المعرفة ولا تعيدها لعقر دارها، بل تطوح قاصدها حتى يصبح جزءاً من نسيجها وذاكرتها .. مدينة الحب والإيثار ياحلما تهفو إليه الرؤى من سالف الأمد حملت للكون رايات الهدى فغدت كالغيث من بلد يفضي إلى بلد مدير مكتب المدينة المنورة