لاسم الوطن على لسان كُل حُرّ طعم العسل ومذاقُ الحلا.. الوطن كوجه الأم يظل في عين الولد البار أجمل الوجوه.. أطيبها وأقربها إلى القلب.. مهما رأى من الوجوه الجميلة.. هذا في كُل أنحاء الوجود وأرجاء الأوطان.. ولايقتصر حبُّ الوطن على الإنسان بل يشمل جميع الكائنات من طيور وأسماك وغزلان.. حتى الجبال تقف شامخاتٍ في أوطانها.. معالم على أركانها.. فكيف إذا كان ذلك الوطن مصدر إشعاع ديني عمّ العالم؟ وموئل مجدٍ عريق يفخر به التاريخ؟ وحاضر زاهر بالأمن والرفاه لكل مواطنيه وساكنيه؟ ومُستقبل مُشرق كطلعة الفجر الصادق؟ كيف إذا كان الوطن هو المملكة العربية السعودية التي يُضرب باستقرارها وأمنها وازدهارها الأمثال؟ وتحظى باحترام العالم في كل المنابر والمحافل؟ ويفيض نورها وخيرها على المواطنين والوافدين والعالمين؟.. حُبُّ الوطن فطرة في الإنسان، ويزيده عمقاً ذكريات الطفولة والصِّبا على ثراه الطاهر.. كثرى وطننا العظيم الذي هو مهد العروبة ومهبط الوحي وموئل المجد ومأزر الإيمان، استقراره عظيم وخيره عميم وتهوي له قلوب ملايين المسلمين في مشرق الأرض ومغربها، ويحظى بمكانة مرموقة وكلمة مسموعة في كل الدنيا كونه ينصر الحق وينشر الخير والعدل ويُعين المكروب ويُغيث الملهوف، ويُضيف للبشر مزيداً من الرفاه والرخاء، ويمد شرايين الاقتصاد العالمي بالطاقة المستمرة التي تُحَرِّك النمو وتدفع الحضارة إلى الأمام؟.. الإنسان يحب وطنه في كل الأحوال كما يحب أمه في كل الأحوال، فكيف إذا كانت تلك الأم شديدة الحب لأولادها عظيمة الحرص على راحتهم ورفاهيتهم، تفيض بالمودة والمحبة والحنان؟ وهو ما يشعر به المواطنون في هذا البلد الكريم الذي كساه الماضي بإجلال وأعطاه الحاضر المزيد من الجمال. والشعراء تغنّوا بأوطانهم وترنموا بحبها مغردين تغريد الطيور في أعشاشها الدافئة التي أَلِفَتْها وألفتهُ، واحتضنته منذ الولادة وقبلها، وهيّأت له فضآت السعادة تلوح كقوس قزح، وتملأ ذاكرته بأجمل الأوقات: يقول ابن الرومي: ولي وطنٌ آليت ألّا أبيعَهُ وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا الى ان قال: وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ مآربُ قضَّاها الشبابُ هنالكا ويقول الشاعر عبدالرزاق مصطفي بليله: روحي وما ملكت يداي فداهُ وطني الحبيب وهل أُحب سواهُ وطني الذي قد عشت تحت سمائهِ وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ منذ الطفولة قد عشقت ربوعه إني أحب سهوله ورباهُ وطني الحبيب وأنت مؤول عزةٍ ومنار إشعاعٍ أضاء سناهُ .. في كل لمحةِ بارقٍ أدعو لهُ في ظلِّ حامٍ عُطرت ذكراهُ في موطني بزغتْ نجوم نبيّهِ والمخلصون استشهدوا في حِماهُ في ظلّ أرضك قد ترعرع أحمدٌ ومشى مُنيبا داعيا مولاهُ .. يدعو إلى الدين الحنيف بهديهِ زال الظلام وعُزِّزت دعواهُ .. في مكةٍ حرمُ الهدى وبطيبةٍ بيتُ الرسول ونورهُ وهداهُ Your browser does not support the video tag.