تسببت الحرب التجارية الجمركية الأميركية الصينية المستمرة في رفع أسعار تعاقدات البروبان والبوتان من شركة أرامكو السعودية لشحنات سبتمبر الحالي نتيجة للانتعاش القوي في الطلب الصيني لواردات أرامكو والشرق الأوسط والتي حافظت على اتجاهها المرتفع في إعقاب إعلان النزاع التجاري وفرض التعريفات المرتفعة بين البلدين أوائل يوليو الماضي في ظل سعي الموردين الصينيين للبحث عن بدائل للأطنان الأميركية بعد إعلان رفع التعريفات الجمركية على الواردات. ورفعت شركة أرامكو السعودية أسعار تعاقدات البروبان لشهر سبتمبر بسعر 600 دولار للطن المتري بزيادة 20 دولاراً للطن المتري عن تعاقدات أغسطس، فيما بادرت أرامكو برفع أعلى لأسعار تعاقدات البوتان بزيادة 40 دولاراً للطن ليبلغ السعر 635 دولاراً للطن. وجاءت أسعار تعاقدات البروبان والبوتان لشهر سبتمبر ضمن توقعات المتداولين. وكان المتعاملون يتوقعون أن تضع شركة أرامكو السعودية خطة إنتاج البروبان في سبتمبر بسعر 600 دولار للطن، في حين تراوحت توقعات تعاقدات البوتان ما بين 625 - 635 دولاراً للطن. وأغلقت عقود تعاقدات مبادلة البروبان لشهر سبتمبر عند 598 دولاراً للطن والبوتان عند 630 دولاراً طن في آسيا. وأظهرت مؤشرات بلوغ تعاقدات البروبان لتداولات سبتمبر 604.5 دولارات للطن والبوتان عند حوالي 632 دولاراً للطن. ومددت تعاقدات البروبان لسبتمبر الاتجاه التصاعدي المنتعش الذي شهده شهر أغسطس الماضي حيث ظل الطلب على شحنات الشرق الأوسط قوياً في ظل مفاوضات صينية لمنافذ توريد من المملكة العربية السعودية أكثر أمناً واستقراراً والتزاماً بقوانين منظمة التجارة العالمية والتي لم تعد تعترف الولاياتالمتحدة بها في ظل تأكيداتها بالانسحاب منها لعدم عدالتها في القضايا المرفوعة من الولاياتالمتحدة. في حين نجحت شركة أرامكو في إنتاج طاقات هائلة من البروبان بلغت 524 ألف برميل يومياً العام 2017، ومن البوتان بطاقة 350 ألف برميل يومياً والأخير هو الغاز الذي تعتمد عليه شركة "كيان السعودية" كلقيم أساسي لعمليات الإنتاج بنسبة تفوق 80 %، ويرتبط سعره بسعر النافثا العالمي، حيث تضاعف أسعاره منذ بداية تنفيذ مشروعات الشركة والتي تضررت نتيجة للارتفاع المستمر في أسعار اللقيم، في الوقت الذي تعتمد فيه المصانع البتروكيميائية الأخرى بالمملكة على لقيم الإيثان الذي لا تقارن تكلفته بتكلفة لقيم البيوتان. وأتت الزيادة في أسعار تعاقدات البوتان للمرة السادسة على التوالي وفق بيانات "قلوبل بلاست" والتي أوضحت أن أرامكو حددت إنتاج البروبان في سبتمبر 2017 بسعر 480 دولاراً للطن، والبوتان عند 500 دولار للطن. في وقت يراقب السوق عن كثب أسعار عقود أرامكو للبروبان والبوتان واللذان يحددان بدورهما أسعار تعاقدات غاز البترول المسال الذي يتم شحنه من الموانئ السعودية في ينبع ورأس تنورة والجعيمة بموجب عقود توريد، حيث إنها تميل إلى تحديد مستوى أساسي لتسعيرة غاز البترول المسال في معظم الأسواق شرق السويس. في وقت شرعت العديد من الشركات البتروكيميائية في آسيا لاستخدام غاز البترول المسال لقيماً وخاماً لإنتاج البتروكيميائيات لتأتي متزامنة مع تصعيد أرامكو إنتاجها من غاز البترول المسال إلى 33 ألف برميل يومياً من مصافيها داخل وخارج المملكة، في وقت وسعت مصفاة أرامكو "موتيفا" صادراتها في هيوستن من 9.3 ملايين طن سنوياً إلى 15.5 مليون طن سنوياً، في ظل منافسة شركة "فيليبس" والتي أضافت خط إنتاج جديداً بطاقة 4.6 ملايين طن سنوياً في تكساس. وأتت هذه الزيادة في الطلب على غاز البترول المسال في ظل توجه عشرات المصانع الآسيوية لتهيئة وحدات تكسير النافثا لاستخدام غاز البترول المسال واستبدال حوالي 10-15 % من النافثا التي تستخدم أيضاً خاما لصناعة البتروكيميائيات، وتلجأ المصانع لعملية استبدال النافثا بغاز البترول المسال في حال خفض أسعار الأخير بمعدل 8-10 %. وتنتج أرامكو السعودية غاز البترول المسال في تسعة مصافٍ تابعة لها في المملكة منها أربعة مصافٍ مملوكة لها بالكامل في رأس تنورة وينبع والرياض وجدة تمكنت من إنتاج 24 ألف برميل يومياً في 2017، فيما أنتجت مشروعاتها المشتركة (9) آلاف برميل يومياً عبر مصافي "سامرف" و"ياسرف" في ينبع، و"ساسرف"، و"ساتورب" بالجبيل، و"بترورابغ" في رابغ. Your browser does not support the video tag.