مع نهاية موسم الحج لهذا العام 1439ه محفوفاً - بفضل الله - بالنجاح في مجالاته المتعددة أمناً وسلامةً وتنظيماً، لم تزل الأرقام والإحصائيات تُبرز ما بذلته وتبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين من الجهود والتجهيزات المتنوعة في سبيل راحة ضيوف الرحمن وأدائهم نسكهم بيسر وسلامة، انطلاقاً من ثوابت ورسالة ومسؤوليات الدولة السعودية - حرسها الله - وتطبيقاً عملياً لِلَّقب السامي لمليكها المفدَّى خادم الحرمين الشريفين أيَّده الله. وحضرت عدسات التصوير لترصد بعض مظاهر النجاح والإنجاز والتميز، مقرونةً بمشاعر الغبطة والابتهاج على وجوه الحجاج ومن يقومون على خدمتهم. تبرز في هذا الخضم صورةٌ استثنائية، تظهر فيها صواريخ اعتراضية «باتريوت PAC - 3» منصوبة في محيط الحرم المكي الشريف، ويظهر من ورائها برج ساعة مكةالمكرمة المجاور للحرم والكعبة المشرفة. وهذه الصورة بقدر ما تدل عليه من جوانب الرعاية والاهتمام من الحكومة السعودية، التي بذلت الجهود الضخمة على الأرض لخدمة المدينة المقدسة وقاصديها، لتضيف لسجلها حماية جوِّها من الصواريخ الباليستية المستهدفة لها. ولسوف يسجل التاريخ للملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته - بفضل الله - مظهراً من مظاهر الحرص على حفظ أمن الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة، وهو الحرص الشديد على حفظ أمن أجوائها، كما حصل الحرص على توطيد الأمن فيهما ومِن حولِهما، امتثالاً لخبر ربنا وأمره سبحانه: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا». لكن هذه الصورة في الحين نفسه تُشعر بالاستغراب والامتعاض الشديد، ويجب أن يتوقف المسلمون عندها كثيراً، حين نتساءل: من العدو الذي لأجله نصبت الصواريخ اتقاء شره وعدوانه؟! إنها العصابات الحوثية الغاصبة لليمن، وحلفاؤها من قادة الثورة الخمينية في إيران، الذين تكرر منهم استهداف مكةالمكرمة مرتين في أكتوبر 2016 وفي يوليو 2017، وتم صدُّ عدوانهم بفضل الله ثم يقظة قوات الدفاع الجوي الملكي السعودية، علاوة على 181 صاروخاً أطلقها الحوثيون بدعم وتدريب الحكومة الإيرانية نحو الأراضي السعودية، وبعضها خلال موسم الحج والأشهر الحرم. وأمام هذا العدوان الحوثي الإيراني المتمادي في الغيِّ والإجرام، يتعين على الحكومات الإسلامية والمسلمين أن يكون لهم موقفهم الصارم تجاه من يستهدف بالخراب والتدمير قبلتهم الكعبة المشرفة. Your browser does not support the video tag.