يكفي أن تتجول بين دروب المدينةالمنورة وأزقتها، لتقلب صفحات من التاريخ المدون بمداد النور، ووهج الإيمان، فمنذ بزوغ الزمن المشرق بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم، شهدت البقعة الطاهرة نقلة ثقافية عظمى، وبقيت الآثار شواهد لمرحلة التأسيس الأولى للدولة الإسلامية العظمى، ومن تلك المواقع التي اندثرت معالمها، وبقيت أماكنها معروفة حتى اليوم الآبار التاريخية النبوية، كبئر أريس الواقعة غربي مسجد قباء والتي سقط فيها خاتم النبي من يد عثمان بن عفان، وقد زال أثرها جراء توسعة ميدان المسجد عام 1384ه، وعلى بعد كيلومترات معدودة شرقاً تقع بئر غرس التي توضأ منها النبي، وأهرق بقية وضوئه فيها، وأوصى عليه السلام أن يغسل من مائها عند موته، أما الآبار التي دخلت ضمن توسعة المسجد النبوي فبئري حاء وبضاعة، الأولى دخلت في نطاق التوسعة الشمالية بالقرب من باب الملك فهد -رحمه الله-، وهي التي تصدق بها أبو طلحة الأنصاري، وكان رسولنا يستعذب ماءها، أما الأخرى فتقع شمال غرب الحرم الشريف قرب سقيفة بني ساعدة، وقد أزيلت عقب توسعة الميدان وهي التي شرب منها النبي وتوضأ وقال فيها: «إن الماء طهور لا ينجسه شيء»، وكذلك بئر البوصة التي غسل الرسول رأسه من مائها وتقع جنوب شرق المسجد النبوي، وبئر العهن بامتداد شارع قربان، وبئر عثمان -الواقعة في حي الأزهري- والتي اشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم وجعلها وقفاً عاماً يستطيع الجميع الشرب منها مجاناً بعد أن سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من يشتري بئر رومة وله الجنة». موضع بئر أريس Your browser does not support the video tag.