حذّرت الولاياتالمتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية في أي هجوم على محافظة إدلب السورية. ونقلت هيئة الصحافة الفرنسية بيانًا مشتركًا عن الدول الثلاث بمناسبة مرور خمس سنوات على هجوم بغاز السارين في الغوطة، إعرابهم عن القلق بشأن هجوم عسكري محتمل في إدلب والعواقب الإنسانية التي ستنتج عنه، مبدين قلقهم من احتمال استخدام آخر وغير قانوني للأسلحة الكيميائية. وأكدت أن موقفها من استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية لم يتغير، مضيفة أنه في حال استخدام هذه الأسلحة سنرد بالشكل المناسب. ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي الوضع الإنساني في سورية الأسبوع المقبل.من جانب آخر قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن روسيا عالقة في سورية وتتطلع إلى آخرين لتمويل إعادة الإعمار بعد الحرب، واصفا ذلك بأنه فرصة أمام واشنطن للضغط في سبيل انسحاب القوات الإيرانية من سورية. وأضاف بولتون في مقابلة مع "رويترز" خلال زيارته لإسرائيل أن الاتصالات الأميركية مع روسيا لم تشمل أي تفاهم بشأن هجوم القوات الحكومية السورية على مقاتلي المعارضة في إدلب، لكنه حذر من أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية هناك. وتسعى الولاياتالمتحدة منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة إلى فك ارتباطها بقضية سورية حيث نشرت الإدارة السابقة بعض القوات وقدمت دعماً محدوداً لقوى كردية معارضة رغم اعتراضات من تركيا شريكة الولاياتالمتحدة في حلف شمال الأطلسي. وتفادى بولتون الرد على سؤال عما إذا كانت هذه الإجراءات ستستمر وصور الوجود الأميركي في سورية على أنه يستند إلى أهداف، وقال في المقابلة "مصالحنا في سورية هي استكمال تدمير دول خلافة داعش والتصدي لتهديد إرهاب داعش المستمر والقلق من وجود الفصائل والقوات الإيرانية، "وهذا هو ما يبقينا هناك". وقال بولتون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي التقى بترامب في هلسنكي في 16 يوليو أبلغ الولاياتالمتحدة بأن موسكو لا يمكنها إجبار الإيرانيين على مغادرة سورية، وأضاف بولتون "لكنه أبلغنا أيضاً أن مصالحه ومصالح إيران ليست متطابقة تماماً، لذا فمن الواضح أننا نتحدث معه بخصوص الدور الذي يمكنهم لعبه، "سنرى ما يمكن لنا وللآخرين الاتفاق بشأنه فيما يتعلق بحل الصراع في سورية، لكن الشرط المسبق الوحيد هو سحب كل القوات الإيرانية إلى إيران"، وقال بولتون إن واشنطن تملك أوراق الضغط في محادثاتها مع موسكو لأن "الروس عالقون هناك في الوقت الحالي". وأضاف "ولا أعتقد أنهم يريدون أن يظلوا عالقين هناك. أرى أن نشاطهم الدبلوماسي المحموم في أوروبا يشير إلى أنهم يودون إيجاد آخرين مثلاً لتحمل تكلفة إعادة إعمار سورية وهو ما قد ينجحون أو لا ينجحون في فعله". وقال بولتون إن الولاياتالمتحدة سترد "بقوة" إذا جرى شن هجوم كيميائي أو بيولوجي في إدلب.على صعيد آخر حذر قائد هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني الثلاثاء الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب من التفاوض مع النظام السوري والدخول في اتفاقات تسوية كما حصل في مناطق أخرى، وتأتي كلمة الجولاني في وقت تتجه فيه الأنظار إلى إدلب (شمال غرب) في ظل استعدادات عسكرية تقوم بها قوات النظام لشن هجوم ضد آخر أبرز معاقل الفصائل وهيئة تحرير الشام، وقال الجولاني في تسجيل مصور نشرته الهيئة على أحد حساباتها على تطبيق تيلغرام "في اللحظة الأولى التي يفكر فيها أحدنا أن يفاوض على سلاحه يكون قد خسره بالفعل، وإن مجرد التفكير في الاستسلام للعدو وتسليم السلاح له لهو خيانة". Your browser does not support the video tag.