بُزُوْغُ فَجْرٍ وَنُورٍ جَدِيْدٍ...!

فَجْرُ النُّورِ الجَدِيْدِ .. مُنْسَلٌ مِنْ لَيْلٍ طَوِيْلٍ
وَابْتِسَامَةٍ دَائِمَةٍ .. وَنَسَمَاتٍ مُعَطَّرَةٍ
بِحُبِّكُمْ وَعِشقِكُمْ .. وَوُدِّكُم النَّبِيلِ
المبثُوثِ كَرَائِحَةِ الوَرْدِ.. وَألْوَانِ الزَّهرِ عِندَ الأَصِيلِ
تُزَيَّنُ البَسَاتِينُ .. وَمَيَادِيْنُ الحُقُوْلِ
يُسقَىٰ النَّحْلُ وَتُصْنَعُ .. أَقْرَاصُ العَسَلِ الجَدِيْدِ
فَنَّانُونَ مُوهُوبُونَ..وَبِجَوْدَةِ الأَلحَان
يُخَطِّطُونَ بالرَّسْمِ .. ممَّا يَشَاؤُوْنَ وَيَعشِقُونَ
وَأَجْنِحَةُ الفَرَاشَاتِ .. تَأخُذُ زِينَتَهَا
وَتُحلِّقُ بَعِيدًا .. عَنْ حَدِيقَةِ الزُّهُورِ
وَتجُوْلُ الميَادِيْنَ .. وَالحُقُولَ وَالبَسَاتِينَ
فِي مُختَلِفِ الفُصُولِ .. تَأخُذُ اللِقَاحَ
وَغُبَارَ الثِّمَارِ .. مِنْ هَوَاءِ الرِّيَاحِ
وَتَذَرُهُ سَعِيْدَةً .. بَينَ الطَّلْعِ وَالمَتَاعِ
لِتُثمِرَ أَشْجَارُ .. البَسَاتِينِ وَالحُقُولِ
شَتَّىٰ الثِّمَارِ .. وَيَقْطِفُهَا حُجَّاجُ
البَيْتِ الحَرَامِ .. عِنَايَةً وَرِعَايَةً
مِنْ وُزَرَاءِ الوِزَارَاتِ .. وَتَطَوُّعِ الكَشَّافَاتِ
تَسْعَىْ جَاهِدَةً .. فِي خِدْمَةِ حَجِيْجِ
البَيْتِ العَتِيقِ .. يُكَبِّرُوْنَ ويُهلِّلُوْنَ
فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ وَطَرِيقٍ .. لَبَّيْكَ اللَهُمَّ لَبَّيكْ
لَبَّيْكَ لاَ شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيكْ .. وَاللهُ أَكْبَرُ كَبِيرَا
وَالحَمْدُ للهِِ كَثِيرَا.. فَرِحِينَ بَأَدَاءِ الفَرِيضَةِ
فِي أَرْضِ البَيتَينِ .. يَجْتَمِعُونَ حَوْلَ الكَعْبَةِ الشَّريفَةِ
وَفِي يَوْمِ عَرَفَةَ يَتَضَرَّعُوْنَ .. للهِ بَاكِينَ ورَحمَتَهُ يَرْجُوْنَ
فِي تِجَارَةٍ لاَ تَبُورْ .. وَعِبَادَةٍ لاَ تَخُورْ
وَالجَيشُ مَا زَالَ .. فِي الحَدِّ الجَنُوبِيِّ مُرَابِطِينْ
يُكَبِّروْنَ بِاللهِ أَكْبرْ .. وَيُبَشِّرُوْنَ بِقُرْبِ النَّصرِ المُبِينْ
قَادَةٌ وَشَعْبٌ مُتَكَاتِفِينَ.. بِقُلُوبِهِمْ وَأَرْوَاحِهِمْ
لخِدْمَةِ الوَطَنِ الغَالِي.. العَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ
ذَاتِ المقَامِ العَالِي .. إِنَّهُ الحَجُّ الأَكْبَرُ
وَالأَعْدَادُ فَوقَ الأَكثَرْ .. وَمَشِيبٌ مِنْ نِسَاءٍ وَرِجَالٍ
يَأتُونَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ .. مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
وَالعِيْدُ عِيْدُ النَّحْرِ ..أُسْوَةً بِإِبرَاهِيمَ
مَعَ اِبْنٍ بَارٍّ .. مُطِيْعٍ حَلِيمٍ
لِيَذْبَحَ إِسْمَاعِيْلَ .. وَفَدَاهُ اللهُ
بَكَبْشٍ عَظِيمٍ .. فِي العِيدِ الكَبِيرِ
ثَانِي الأَعْيَادِ .. وَفَرْحَةُ المُسلِمِينَ
يُطْعِمُونَ وَيُهدُونَ.. الأَهْلَ وَالصِحَابَ
وَلِعَابِرِ السَّبِيلِ.. وَلِلمُعسِرِ المُحتَاجِ
عِيدُ أُلفَةٍ وَمَحبَّةٍ .. بَينَ المُسلِمِينَ
وَكُلُّ عَامٍ وَأَعْوَامٍ .. وَالمُسْلِمُونَ فِي أَمْنٍ وَأَمَانٍ
وَطَاعَةِ الرَّحمَنْ .. مِنْ أَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ
مِنَ اللهِ ذِيْ الجَلالِ .. عَلَى المُسلِمِ الإِنْسَانِ
دُرُوسٌ مِنَ المنَاسِكِ .. اِنتَهَتْ وَمَضَتْ
وَقَادَةٌ يِبدَؤُونَ تَرتِيْبَ .. أَفْكَارٍ جَدِيدَةٍ تَالِيَةٍ
وَالإِنْسَانِيَّةُ إِنْ تَجَلَّتْ .. فِي النَّفْسِ وَتَعَلَّتْ
عَظُمَتِ اليَدَانِ .. بِالصَّنِيْعِ جَدَّتْ
وَرَفَعَتِ الأَذَىْ .. عَنْ كُلِّ حَيٍّ وَسَمَتْ
وَأَكرَمَتِ الفَقِيرَ .. وَأَعْطَتْ وَجَدَّتْ
عَلَى المِسْكِينِ.. وَلِحَاجَتِهِ سَدَّتْ
وَسَقَتِ العَطْشَانَ .. وَالطَّيْرَ أَرْوَتْ
يُعُانُ الحَجِيجَ .. عَلَى أَدَاءِ الحَجِّ
بِعِيْدٍ يُعِيْدُهُ الرَّحمَنُ لِلنَّاسِ عِيْدَا
بِتَسلِيكِ الطُّرُقَاتِ .. لِعَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ
وَمِنَىً وَالجَمَرَاتِ .. وَالطَّوَافِ وَالسَّعْيِّ
بَينَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ .. وَكَبِّرُوا اللهَ الكَبِيرَا
وَادعُوْهُ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً..فَإِنَّهُ لِلدَّاعِينَ نَصِيرَا
وَتَوَسَّلُوا فِي الحَجِّ .. وَالعِيْدِ الأَكْبَرِ
للهِ الوَاحِدِ الأَحَدِ .. لَم يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ
وَنَرَىْ المُسلِمِينَ .. مِنْ بِقَاعِ الأَرْضِ
إِلَى بَكَّةَ مُتَّجِهِينَ .. مُتَعَاوِنِينَ آمِنِينَ
بِيُسْرٍ وَسُهُولَةٍ .. إلىٰ أَرْضِ البَيتَينِ
وَالقَائِدُ سَلْمَانُ .. وَوَلِيُّ عَهْدِهِ
مُحمَّدٌ بْنُ سَلْمَانَ .. يَتَطَلَّعُونَ لِلحَجِيْجِ
يحُثُّونَ القِطَاعَاتِ .. عَلَى تَقْدِيْمِ المَزِيدْ
وَتَنْفِيذِ مَا جَدَّ .. مِنْ جَدِيدْ
وَبَعْدَ انْتِهَاءِ الحَجِّ .. يَدرُسُونَ وَضْعَ
مَا انتَهَىْ وَمَضَىٰ .. وَلِلحَجِّ القَادِمِ
يَتَأَهَّبُونَ بَأَفْكَارٍ .. وَخَدَمَاتٍ حَدِيثَةٍ
تُسْعِدُ حُجَّاجَ الأعْوَامْ.. وَتُزَيِّنُ البَيْتَ الحَرَامْ
فَوَفِّقْهُمْ وَأَعِنْهُمْ .. يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامْ
Your browser does not support the video tag.