استضاف نادي جازان الأدبي مساء أول من أمس الأديب الدكتور محمد بن علي الحازمي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد في أبها والمحاضر المتعاون بجامعة جازان في محاضرة عن «مكانة الشعر العربي في أدب الحج»، حيث استهل الحازمي حديثه قائلاً: إن الشعر الفصيح كان حاضراً بشكل أكثر مما هي عليه الأجناس الأدبية الأخرى في الحج، حيث يتصدر الشعر العمودي هذه الأجناس في الوقت الذي خلد فيه الشعر هذه الشعيرة أفضل من تلك الأجناس، لكنه أورد أن الروائية الإماراتية أميرة القحطاني صورت رحلة الحج تصويرًا ممزوجاً بالقلق والشك والدهشة من خلال تكرار سؤال: ماذا لو لم تعد أمي معنا؟ معتبرًا هذه الرواية وحيدة في بأبها وتعد تجديداً وإضافة، وشكك الحازمي في وجود عمل مسرحي مشهور تناول مشاعر الحج، وكذلك القصيدة النثرية أو مايطلق عليه الشعر الحر التي هي في منأى عن ذلك. وبين الحازمي أن فن المقامات فيه إشارة إلى الحج مثل المقامة المكية للحريري والمقامة الرملية للحارث بن همام، منوهاً بأدب الرحلات الذي امتطاه الحجاج قديماص وحديثاً مستشهداً برحلات ابن جبير وابن بطوطة قديماً، ورحلة محمد الأمين الشنقيطي إلى البيت الحرام وكذا رحلة الشيخ الأديب علي الطنطاوي التي استمرت خمسين يوماً. واستعرض رحلة الحج منذ نداء الله بالأذان بالحج من خلال قوله تعالى: «وأذن في الناس بالحج». وتحدث عن مكانة البيت العتيق مستشهداً ببيت النابغة الذبياني: حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو إمة وهو طائع وقال: كان للعرب ثلاثة أسواق إبان موسم الحج هي عكاظ ومجنة وذي المجاز كانت ملتقى للأدب والتجارة يجلس عليه القوم فيأتي الشعراء لإنشاد شعرهم، وأن المعلقات سميت بذلك لأنها كانت تعلق في الكعبة، ومع هذا فإن خط الشعر العربي لم يهمل موسم الحج، ولا أعماله ولا أيامه ولا ربوعه ولاشعائره بالكامل. وبين الدكتور الحازمي أن أغراض الشعر في الحج تناولت ثلاثة أنواع وهي المديح والفخر أو الغزل ممثلاً في المديح والفخر مستشهداً بقصيدة أبي نواس المشهورة: إلهنا ما أعدلك مليك كل من ملك لبيك قد لبيت لك لبيك إن الحمد لك كما أورد بعضاً مما قاله الشاعر السعودي الكبير محمد بن علي السنوسي قوله: في مثل هذا اليوم من كل عام يزدهر الحجر ويزهو المقام وتسبح الأرواح رفافة أطيافها مثل رفيف الحمام من كل فج أقبلوا حسرا شوقاً إلى البيت العتيق الحرام وكذا مما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي: إلى عرفات الله يا خير زائر عليك سلام الله في عرفات على كل أفق بالحجاز ملائك تزف تحايا الله والبركات لدى الباب جبريل الأمين براحه رسائل رحمانية النفخات وشهدت المحاضرة عدداً من المداخلات من المثقفين الذين تفاعلوا كثيراً مع المحاضر والمحاضرة، فيما شكر رئيس نادي جازان الأدبي حسن بن أحمد الصلهبي المحاضر الدكتور محمد بن علي الحازمي على الورقة الأدبية الثرية والمهمة التي قدمها عن الحج ضمن البرامج النوعية التي يقدمها النادي الأدبي بجازان كما شكر مقدمها ومديرها الإعلامي الأديب يحيى بن محمد عطيف الذي قدم تعريفاً بالمحاضر وموجزاً عن رحلته العلمية والأدبية العريضة، وكرم الصلهبي بحضور عضو مجلس النادي الشاعر علي رديش دغريري المحاضر والمقدم في ليلة أدبية تزامنت مع موسم الحج لهذا العام. الحازمي خلال المحاضرة (عدسة/مرزوق الفيفي) Your browser does not support the video tag.