نعت مثقفات عسير منصفهن وداعمهن الثقافي الأول وصاحب الالتفاتات الواعية والعادلة للمرأة المثقفة في جنوب المملكة الأديب محمد بن حميد. فلم يكن رحيل الأديب ابن حميد رحيلا عاديًا على سيدات الجنوب المثقفات؛ فهن يدينون بالفضل له -بعد الله- في حصولهن على أبسط حقوقهن الأدبية ويقدرن مدى العناية التي قدمها للمرأة حينما كان رئيسا للنادي الأدبي ولا ينسين إيمانه التام بدورهن في المجتمع وتقديره العظيم لجهودهن. ولأن النادي الأدبي حينذاك كان المتنفس الوحيد والوجهة الأولى للمهتمات بالأدب والثقافة فقد قام رحمه الله خلال فترة تواجده بتخصيص قاعة "الخنساء" الخاصة بالسيدات لحضور أنشطة النادي المختلفة وأشرك سيدات المنطقة في المسابقات الثقافية والتي كانت موجهة في وقتها للرجال، بالإضافة لإشراكهن في التنظيم المنبري. ولم تتوقف اهتماماته بالجانب النسائي عند هذا الحد فقط؛ بل حرص على مشاركتهن وتواجدهن في الإصدارات الأدبية وخصص للمرأة أياما للتردد على المكتبة. وحول فقدان مثقفات المنطقة لهذه القامة الأدبية الشامخة تقول الكتابة والقاصة وعضو مجلس مثقفات عسير، عائشة عسيري الملقبة ب"ألمعية":عندما يغادرنا الكبار في رحلة الموت المحتمة، تئن قلوبنا حزناً، وتغدو ترانيمنا شجناً لفقدهم. مكانهم كبير، ومقاعدهم شاغرة، ولا نقول إلا ما يرضي الله، "إنا لله وإنا إليه إليه راجعون". رُزئت عسير بفقد ابنها البار، علم في رأسه فكر وإبهار، الأديب الكبير محمد بن حميد -رحمه الله-، والحقيقة أن رزية أهل الفكر والأدب والثقافة من مثقفي ومثقفات عسير أكبر وأخص، فهو الأب الروحي لهم، وهم مؤسس بيتهم الكبير "نادي أبها الأدبي". فكل أديب وأدبية في عسير يدينون له بالكثير. وقالت: كل كتاب صدر لأديب من خلال هذا النادي فللراحل ابن حميد فضل عليه. لقد كرس حياته للأدب عطاءً وفكراً وتعاملاً، وهو وإن كان ابن عسير فهو فقيد الوطن والأدب والثقافة. Your browser does not support the video tag.