صعد بسرعة الصاروخ، وأصبح حديث الرياضيين أعواما عدة، بعد تقديمه مستويات متميزة مع الهلال، طمأن من خلالها جماهير «الزعيم» وكرة القدم السعودية، أن المملكة لا تزال ولادة لحراس المرمى الموهوبين، وأن عملاق آسيا محمد الدعيع ليس آخر المواهب الوطنية في المركز الذي طالما عاناه «الأخضر» والهلال خلال العقد الأخير. خالد شراحيلي الذي خفت نجمه وتوقف كثيرًا عن اللعب مع الهلال، قبل أن ينتقل إلى الرائد الذي تعرض معه إلى قطع في الرباط المتصالب حال دون اقتناصه الفرصة الكاملة لإثبات نفسه، والعودة إلى مستوياته المعهودة، انتقل بعدها إلى الفيصلي تحمله طموحاته وإصراره للعودة إلى تقديم أفضل المستويات لحماية عرين المنتخب السعودي، وإثبات أنه لا يزال قادرًا على العطاء، مبديًا استعداده للموسم الجديد مع «عنابي سدير»، الذي انتقل له حديثًا، وطمأن جماهيره بأن حراسة المرمى في الفريق لا خوف عليها في وجود أحمد الكسار ومصطفى ملائكة إلى جانبه. وأكد شراحيلي عبر حوار مع «دنيا الرياضة»، أن «وجود 13 حارسا أجنبيا في الدوري السعودي للنجوم تحدٍ كبير له ولزملائه في الفريق، وأن المنافسة ستكون شرسة وقوية بين جميع الفرق. * بدايةً، هل تعد الجماهير بالعودة من جديد إلى مستوياتك السابقة؟ * ارتدائي شعار الفيصلي يمثل تحديا كبيرا لإثبات نفسي، خصوصاً أنني لم أحظ بفرصة كاملة خلال الموسم الماضي، وأعد الجميع بتقديم مستويات مميزة، فما وجدته في البيت الفيصلاوي أمر مشجع لأي لاعب متى ما أراد تقديم نفسه من جديد والارتقاء بمستواه الفني، وهو ما أسعى إليه حاليا في إعادة مستواي السابق والعودة إلى حراسة المنتخب. o كيف ترى مراحل الإعداد في الفيصلي؟ * الأمور تبدو جيدة، فالفريق مر بمرحلتي إعداد؛ الأولى على ملاعب النادي بحرمة، وكانت ناجحة بكل المقاييس، استطعنا من خلالها تعويض المخزون اللياقي، وزيادة التجانس، والتعرف على بعضنا بعضا، فيما كانت المرحلة الثانية والأهم بالوجود في المعسكر الخارجي برومانيا، التي تعرفنا فيها على أسلوب مدربنا الجديد، وطريقة لعبه وتكتيكه الخاص، وسرعان ما استجبنا لأسلوبه كما شاهد الجميع في المباريات الودية. * قيم لنا تجربتكم مع الرائد؟ * كانت بالنسبة لي تجربة جيدة ومميزة استفدت منها كثيرا، على الرغم من أنها كانت قصيرة بسبب الإصابة التي تعرضت لها في الرباط «المتصالب»، وحرمتني من إكمال فترتي في الرائد وتقديم ولو جزءا بسيطا مما قدموه لي أثناء وجودي مع الفريق من دعم ومساندة، خصوصًا جماهير «رائد التحدي» الذين أكن لهم كل محبة وتقدير. * كيف ترى قرار السماح بمشاركة الحارس الأجنبي؟ وهل يشكل عليكم ضغطا في الفيصلي؟ * من وجهة نظري إنه قرار ممتاز، خصوصاً أنه يرفع من مستوى الحراسة السعودية من خلال المنافسة الكبيرة التي تتم بين الحراس، إضافةً إلى استفادة الحراس الناشئين من خبرات الحارس الأجنبي، فوجود هذا العدد الكبير أمر لا يشكل لنا في الفيصلي أي عائق، فأنا وزملائي في الفريق قادرون على الدخول في منافسة شرسة وإثبات وجودنا لنكسب الرهان والثقة التي أعطتنا إياها إدارة النادي، فلدينا مقومات نجاح وبيئة مريحة ومدرب خبير وأرضية خصبة ستبقينا في المنافسة والتفوق. * هل هذا يعني أن الحارس الأجنبي سيفيد الحراس المحليين؟ * بالتأكيد، سيكون في مصلحة الحراس الوطنيين، فوجود الحارس الأجنبي المميز، الذي لديه سجل كبير سيدفع الآخرين إلى متابعته عن قرب، والاحتكاك معه، ومن ثم سينعكس مستقبلا على مستواه الفني، فالخطوة جيدة، ونتائجها الإيجابية ستظهر مستقبلا، وعلينا عدم الاستعجال، وفي اعتقادي أن الأسماء التي جلبت في الأندية السعودية حتى الآن أسماء مميزه قادرة على رفع كفاءة المحليين. * هل تعتقد أن الفيصلي قادر على المنافسة في الموسم الجديد؟ * الفيصلي لديه إدارة مميزة، وتملك من الخبرة ما يكفيها لإعداد الفريق بشكل جديد، فنحن من أول الفرق استعدادا وتكاملا في الخطوط كافة، وهو ما ينبئ بأن الفريق يسير في الطريق الصحيح، إضافةً إلى ما وجدناه في معسكر رومانيا من انضباط كبير وبرنامج معد مسبقا بقيادة مدرب الفريق الروماني ميرشيا ريدنك وإشراف مباشر من رئيس النادي فهد المدلج وأعضاء مجلس الإدارة. * كنت أحد العناصر الأساسية في المنتخب السعودي خلال المواسم السابقة، ما السبب الذي جعلك خارج حسابات الأخضر؟ * ما زلت قادرا على العودة وبالعزيمة والإصرار والتحدي، والإصابة التي تعرضت لها كانت من أسباب ابتعادي عن التشكيلة الأساسية، ولكنني سأعود -بإذن الله-، خصوصًا في ظل التدريبات المكثفة مع مدرب الحراس في الفيصلي بورديانودانييل، التي ستعيدني إلى مستواي، فحراسة الفيصلي هذا العام تضم حراسا مميزين كمصطفى ملائكة وأحمد الكسار وهو ما يميز الفريق، فالخانة ستكون صعبة جدا، وتتطلب تمارين مكثفة واستعدادا مختلفا وهذا في حد ذاته حافز قوي لي ولزملائي. * ما رأيك في مستوى حراس المنتخب السعودي الحاليين؟ وكيف رأيت مستواهم في كأس العالم؟ * أنت تتكلم عن محمد العويس وعبدالله المعيوف وياسر المسيليم وقبلهم وليد عبدالله وعساف القرني، وهم من كانوا يقودون الحراسة في المنتخب خلال السنوات الخمس الماضية، وهذه الأسماء قدمت كل ما تملك من خبرة، ولاقت إشادة واسعة من الرياضيين كافة نظير ما قدموه، وما أحب أن أذكره هنا أن هذه الأسماء قادرة على العطاء أعواما طويلة، وفي كأس العالم الأخيرة رأينا المستوى الرفيع الذي ظهر عليه عبدالله المعيوف ومحمد العويس وتصديهما وبسالتهما لعديد من الكرات الصعبة، وتفوقهم أمام مهاجمي المنتخبات العالمية التي واجهتهم. * أي الأندية - من وجهة نظركم - قادر على حسم البطولات في الموسم الجديد؟ * في الأعوام السابقة تستطيع أن تراهن على فريق أو فريقين ليكونا منافسين، عطفا على أسماء لاعبيه وخبرتهم، بينما حظيت الأندية هذا الموسم بدعم مالي غير مسبوق، وتسديد للديون والالتزامات السابقة، وجلب لاعبين محترفين، وزيادة عدد اللاعبين الأجانب أصبح من الصعوبة أن تراهن على فريق معين، فالدعم طال الجميع من دون استثناء وأزال الفوارق الفنية. * كيف تقيم فترة وجودك في نادي الهلال؟ وما أسباب خروجك من النادي؟ * الفترة التي قضيتها في الهلال جميلة، ولا يمكن أن أنساها على الإطلاق، فتلك الفترة قدمت كل ما أملك، وكنت قادرا على العطاء سنوات طويلة مع الفريق، ولكن لظروف أسرية وظروف الإصابات لم أستطع مواصلة مستوياتي، فمن هذا المنبر الإعلامي أؤكد أنني أكن كل محبة وتقدير لكل من عاصرتهم في الهلال وتشرفت بالعمل معهم والوجود بينهم، ولا أنسى وقوف الجماهير الهلالية ودعمها لي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في مسيرتي الرياضية. شراحيلي خلال توقيعه للفيصلي Your browser does not support the video tag.