شدد المفكر العراقي نبيل الحيدري ان الشعب الإيراني يحب العرب وليس لديه عنصرية لكنه ظلم بحكم الملالي، وقال: نحن لسنا ضد القومية لكننا ضد العنصرية، لافتا ان الادب الفارسي ينظر للأدب العربي نظرة دونية واضحة تتجلى عند الفرس في ادبهم وتراثهم وشعرهم وكتبهم ومن خلال تمجيدهم للعرق الاري المفضل على الجنس الدوني «العربي»، ويعتبرون العرب بدوا متخلفين كانوا سببا في انحدار حضارتهم وتخلفهم وتحطيم امجادهم وتركهم لدينهم.. وذكر ان هناك ترجمات كبيرة من العربية الى الفارسية منها مقدمة ابن خلدون وروايات نجيب محفوظ وإشعار احمد شوقي وكتب طه حسين، مؤكدا ان الاديب الفارسي صادق هدايت يوازي نجيب محفوظ مكانة. جاء ذلك في محاضرة بعنوان: «بين الأدب العربي والأدب الفارسي: المعري والخيام نموذجاٍ»، نظمها نادي الرياض الادبي وأدارها الدكتور محمد السلمي رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية. واشار الحيدري الى ان الشاعر عمر الخيام تاثر بالمعري وبصمات المعري واضحة في فكره وشعره وبينهما تشابه كبير. ووصفه بانه صوت معتدل وقد استقر في العراق ولم يكن عنصرياً وقد امتدح العرب ويحب المسلمين ودافع عنهم، بل انه انتقد الفرس بعنصريتهم، معتبرا إياه فيلسوفا وعبقريا، موضحا ان شهرته بالعقل الغربي يوازي شكبير باكسفورد. ولفت في محاضرته الى أن ابي العلاء المعري احد العباقره ومن عمالقة الفكر والثقافة والأدب والفلسفة والحوار والإبداع كاشفا خفايا حياته وفكره وأدبه وعالمه الكبير، مؤكدا على أنه تجاوز زمانه ومكانه ومجتمعه وأثار الجدل في حياته وبعد وفاته. وأبان الحيدري في معرض محاضرته، أن المعري كان يمتلك الأدب والفلسفة إضافة لعلم النجوم، ودقة تفاصيلها مما أبهر عظماء عصره، وهو ما جعل حتى المستشرقين من مختلف بقاع الدنيا يتناولون ظاهرة المعري الأدبية والفكرية وترجمت اللزوميات ورسائل الغفران الى مختلف اللغات. مشيراً الى انه كتب فصلاً كاملاً فيه وذكر فيما قاله العلماء بزندقته وايمانه، وذكر ادلة تؤكد انه كتب احدى عشر رسالة قبل وفاته يستشهد فيها ب»قال الله تعالى»، مبيناً ان اكثر الفلاسفة كفروا في زمانهم. وقال: تفوق الخيام على المعري بانه من علماء الفلك والرياضيات وعالم دين ومتفائل بعكس المعري المتشائم رهين السجون الثلاثة، الذي لم يتزوج لكنه عاش حياة مترفة وباذخة؛ وعن تأثر الخيام بالمعري قال: ان رباعيات الخيام كتبت متأخرة بعد وفاته بسبعين سنة، واتضح تأثره باللزوميات، ورحلتك من الشك إلى اليقين. واختتم الحيدري محاضرته بقوله: إذا أردت أن تدرس سجايا العرب تجدها عند المعري، وسجايا الفرس تجدها عند عمر الخيام. د. السلمي يدير المحاضرة وجمهور نخبوي يحضرها Your browser does not support the video tag.